يوميات بائع  الشلغم

علاء ال عواد العزاوي

في أثناء انتفاضة الشباب في تشرين 2019 والتي شاركت فيها كل جماهير الشعب من شيبه وشبابه ونساؤه وماتلتها من اعتصامات وعدم التصرف الصحيح من قبل القوات الامنية. خرجت في  اول ايامها وانا اشاهد هذه الجموع الغفيرة والتي تجاوزت الملايين في اوائل اسابيعها.. ومع الدخانيات المصطلح الذي اطلق على القنابل الدخانية ( المنتهية الصلاحية) المستخدمة من قبل مكافحة الشغب التي لم تكن مدربة تدريب احترافي فهي كانت تطلقها باتجاه المتظاهرين والمفروض ان تطلقها باتجاه اي حائط صد لكي تتفجر دخانا في الجو وليس في اجساد المتظاهرين الذين ذهبوا ضحايا لهذا الاهمال.وفي وسط الدخان والتظاهرات لاح امامي بائع (الشغلم) بجانب المطعم التركي وهي اكلة عراقية خفيفة مشهورة في العراق وذهبت اليه وطلبت منه صحن منها ولما اكملت آبى ان يأخذ مني نقودا ولكنني اصريت على الدفع وصرت زبونا دائما لديه فبعد تغطيتنا للتظاهوات نذهب اليه ونستلذ بطعم الشغلم وسط اصوات القنابل الصوتية والدخانيات وصوت الالم والوجع..  فاطلقت على الاكلة ( الشغلم المدخن) في اشارة الى ((اللبن المدخن)) المشهور في شمال ووسط العراق.. ومرت الايام والاسابيع.. وافتقدت بائع الشغلم.. وافتقدت شباب تشرين الحقيقين الذين خرجوا من أجل الخلاص من واقع مؤلم نعم كانت ايام لشعب احب الحياة.