الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سلام تحقّق حلمها بأكاديمية خاصة لفن الباليه

بواسطة azzaman

سلام تحقّق حلمها بأكاديمية خاصة لفن الباليه

المجتمع يفتقر لنشاطات فنية محورها التعبير الجسدي والحركة

بغداد - رجاء حميد رشيد

واخيراً حققت الشابة ليزان سلام (27  سنة، دبلوم باليه، بكالوريوس ترجمة لغة انكليزية، ماجستيرعلوم اقتصادية ومالية)، حلمها بافتتاح اكاديمية خاصة لتعليم فن الباليه في العاصمة بغداد، وباصرارها وعزمها استطاعت ان تتجاوز الكثير من التحديات الاجتماعية، كونها امرأة، وثقافة تعلم فن الباليه (رقص) غير شائعة اجتماعياً،ولمعرفة  تفاصيل تحقيق مشروعها كان لنا معها حوار ممتع وجميل.

ما الذي دفعك لفتح مدرسة اواكاديمية لتعليم فن الباليه في بغداد؟

- رغبتي وحلمي في فتح مدرسة لتعليم الباليه في بغداد جاءت من حبي الكبير لهذا الفن والسعي في تقديمه للمجتمع العراقي،لاحظت أن هناك فجوة كبيرة في المشهد الفني ، حيث يفتقر المجتمع إلى نشاطات فنية تركز على التعبير الجسدي والحركة، وأردت أن أساهم في تطوير هذا الجانب وأقدم للأطفال والشباب فرصة للتعرف على فن الباليه الراقي والاستفادة من فوائده البدنية والنفسية، خصوصاً وان تعليم هذا الفن كان مقتصراً على مدرسة الفنون التعبيرية (مدرسة حكومية) تابعة لدائرة الفنون الموسيقية احدى تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وانا احدى خريجاتها عام 2013، والان استطعت تحقيق حلمي بفتح مدرسة خاصة للباليه ولأول مرة في العراق، واسعى لتحقيق حلمي في هذا المجال لنيل شهادة عليا في فن الباليه.

ما هي التحديات التي واجهتها في ظل بعض التحفظات الاجتماعية؟

- عندما بدأت بالتفكير في كيفية إنشاء مدرسة او اكاديمية تقدم هذا الفن بشكل محترف وجذاب للجميع، واجهت تحديات كثيرة، منها نقص الوعي المجتمعي بفن الباليه، وصعوبة العثور على مدربين مؤهلين، بالإضافة إلى التحديات الثقافية المتعلقة بتقبل هذا الفن في مجتمعنا لفكرة ممارسة الباليه، خاصةً بالنسبة للفتيات، ولكن مع الوقت والعمل الجاد، تمكنت من تجاوز العديد من هذه التحديات من خلال نشر التوعية بأهمية الفن والتعبير الجسدي، وإقامة ورش عمل مفتوحة للعائلات للتعرف على الفوائد الحقيقية للباليه.

ما أهدافك الرئيسية من خلال انشاء هذه الاكاديمية، وكيف تنوين تحقيقها؟

- أهدافي الرئيسية هي تعزيز الوعي بأهمية فن الباليه، وتوفير مساحة آمنة للتعبير الفني، وتنمية المهارات البدنية والنفسية للأطفال والشباب، وأسعى لتحقيق هذه الأهداف من خلال تقديم دورات تدريبية مهنية، وتنظيم ورش عمل، وعروض أدائية تتيح للطلاب فرصة إبراز مواهبهم أمام الجمهور.

ما النهج الذي تتبعينه لتعليم الباليه للمبتدئين، وكيف تضمنين تحقيق التوازن بين التقنية والفن؟

- أعتمد على منهج تدريبي روسي متكامل (الفاكانوفا) يجمع بين تعلم التقنيات الأساسية والاحترافية في الباليه وبين التعبير الفني والإبداع، نبدأ بالتقنيات الأساسية للحركة والتوازن، ثم ندمج عناصر الأداء الفني تدريجيًا، مما يساعد الطلاب على فهم أهمية الجماليات والفن في كل حرك، وبالتالي تخرج (برلينات) اسم راقصة البليه بعد اتقانها هذا الفن.

هل هناك برامج أو أنشطة التي تقدمينها لجذب وتشجيع الطلاب على الانخراط في تعلم الباليه؟

- نقدم برامج متنوعة تشمل دورات للمبتدئين والمتقدمين، ونحرص أيضًا على تنظيم عروض مسرحية وأحداث ثقافية مفتوحة للجمهور لتعريف المجتمع أكثر بفن الباليه وجذب المزيد من المهتمين.

تمويل اضافي

كيف تتعاملين مع التمويل وتطوير الاكاديمية من الناحية المالية؟

- نعتمد على رسوم الاشتراك من الطلاب، ونسعى أيضًا للحصول على تمويل إضافي من خلال تنظيم عروض وفعاليات فنية تجمع بين الباليه والفنون الأخرى لزيادة الإيرادات.

هل تخططين لتنظيم عروض أو مسابقات لتسليط الضوء على مهارات الطلاب، وكيف يمكن للجمهور التفاعل مع هذه الفعاليات؟

- نعم، لدينا خطط لتنظيم عروض سنوية وموسمية للطلاب، حيث يمكن للأهل والمجتمع مشاهدة التقدم الذي حققه الطلاب والاستمتاع بالأداء الفني، ونخطط أيضًا لتنظيم مسابقات محلية لتشجيع الطلاب على تطوير مهاراتهم والمشاركة في مسابقات دولية.

كيف تقيمين استجابة المجتمع المحلي لفن الباليه، وهل هناك اهتمام متزايد بين الشباب والعائلات؟

- في البدء، كانت استجابة المجتمع المحلي مختلطة، وكانت هناك معاناة حقيقية في محاولة كسر الحواجز الثقافية والمجتمعية تجاه فن الباليه،بعض الناس لم يكونوا على دراية بالفن أو قد تكون لديهم تصورات خاطئة عنه، مما تطلب منا جهدًا مضاعفًا في التوعية والتثقيف حول فوائد الباليه كنوع من أنواع الفنون البدنية والتعبيرية، ومع الوقت، وبفضل الإصرار على تقديم عروض وورش عمل مفتوحة للجمهور، لاحظنا اهتمامًا متزايدًا من الشباب والعائلات، ولكن هذا الاهتمام لا يزال يواجه تحديات بسبب القوالب النمطية الثقافية والدينية، ونعمل على تغيير هذا التصور من خلال الاستمرار في تقديم تجارب إيجابية ومشاركة القصص الملهمة للطلاب الذين وجدوا شغفهم في الباليه.

هل هناك تعاون مع مدارس أو مؤسسات تعليمية أخرى، سواء محلية أو دولية، لدعم وتطوير المدرسة؟

- نعم، نحاول باستمرار بناء ومد جسور التعاون مع مدارس ومؤسسات تعليمية أخرى، ولكن هذا ليس سهلاً، واجهنا الكثير من العقبات، مثل نقص الدعم المالي واللوجستي من الشركاء المحليين والدوليين،كما أن بعض المؤسسات كانت متحفظة أو غير متحمسة لفكرة التعاون بسبب التحديات الأمنية  في بغداد، ومع ذلك، استطعنا عقد شراكات مع بعض المعاهد الثقافية والمدارس الدولية، ولكن غالباً ما تكون هذه الشراكات محدودة بسبب الظروف المحلية الصعبة، مثل انعدام الاستقرار الأمني وصعوبة السفر. نبذل جهودًا كبيرة لتخطي هذه الصعوبات من خلال إظهار التزامنا ورغبتنا في تقديم هذا الفن في بغداد.

كيف تضمنين جودة التعليم في اكاديميتك، وما هي معايير اختيار المدربين والمعلمين؟

لضمان جودة التعليم في المدرسة، نواجه تحديات عديدة تتعلق باختيار المدربين والمعلمين المؤهلين، مع قلة عدد المتخصصين في فن الباليه داخل العراق، نضطر للبحث عن خبراء من الخارج و ايضاً احاول من تطوير نفسي قدر المستطاع، اقوم دائما بالمشاركة بتدريبات خارج العراق لكي استطيع تطوير اكاديميتي، مما يضيف تحديات تتعلق بالتكاليف والإجراءات الإدارية، حيث يتم اختيار المدربين بناءً على خبرتهم الأكاديمية والعملية، ونسعى للتأكد من قدرتهم على التفاعل مع الطلاب بمختلف مستوياتهم، كما نعتمد على دورات تدريبية دورية لضمان تحديث مهاراتهم وملاءمتها لمتطلبات المدرسة.

 

 


مشاهدات 392
أضيف 2024/10/13 - 6:00 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 4:53 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 301 الشهر 7835 الكلي 10037558
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير