(الزمان) وسحرها الصحفي
كافي لازم
كم كان العراقيون في توق ولهفة كبيره للخبر الصحيح والمحايد حين حدث التغيير الكبير في هذا البلد العريق عام 2003 فقد امتلأت الشوارع بصحف هنا وهناك بعناوين كثيرة وبالوان مختلفه والعديد منها يحمل اجندة سياسية آنية المحتوى وللكسب السريع بأساليب رخيصه لحالة مؤقتة كان يعيشها الشعب العراقي واللعب على مشاعره وهو في حاله من الذهول لهول الاحداث التي كانت تأتي بشكل متسارع لاسيما ان وضع الاعلام كان مضطربا بوجود الدخلاء على الصحافه والمتصيدين بالماء العكر مما ادى الى عدم الرصانه والتخبط بنشر الخبر والاعتماد على السرقات فيما بينها وتشابه الخبر في النص والمحتوى فضلا عن عدم وجود الانترنيت والكهرباء والفضائيات...
لكن العراقي لن يستكين الا للخبر الصحيح والمقنع وبعد ان انقشعت الغيوم هربت واختفت عشرات الصحف لأنها غير جديرة بالصمود لأنها جاءت بظرف غير موضوعي ولقلة الخبره وسؤ النيه عند البعض.
خبرة عريقة
ومن الصحف التي استمرت بعطائها ومنجزها المتألق هي صحيفة الزمان منذ لحظة دخولها الاول للعراق محصنة بخبرة محرريها العريقة بالعمل الصحفي الرصين فضلا عن اتزانها وموضوعيتها بصياغة الخبر ومصداقيته هذا بالاظافه لأهتمامها بشؤون العراقيين ومستقبلهم بكافة شرائحهم العرقية والاثنية بدون تحيز. كما انها لم تغفل الانشطه الفنية والرياضية والاجتماعية الاخرى وتشجيعها واحتضانها للاشخاص المتميزين بكافة المجالات وحتى البسيطه منها وتأكيدها الدائم على عراقة هذا البلد العظبم
هذا بالاظافه لأخراجها الفني الجذاب والذي يجمع بين الكلاسك والحداثة .. ان هذا مهم للقارئ المتتبع لشؤون الصحافه..كنا نتلقفها نحن اعضاء فرقة المسرح الفني الحديث وكان الراحل الكبير يوسف العاني من قرائها بشغف وهي تأتينا من مطبعه الاديب المجاوره لنا في مسرح بغداد.. كثير من الصحف العالمية المعروفه تحولت (مع الاسف) من الورقية الى المنصات الالكترونية لكن الزمان صمدت ومازالت ترفد قرائها بسحرها الصحفي الأخاذ من بغداد الى دمشق مرورا بشمال افريقيا وانتهاءا بعاصمة الضباب لندن
ونحن اذ نهئ هذه الجريده الغراء والاخوة المحررين لها كذلك الكتاب والشعراء والفنانون والباحثون المساهمون والعاملون فيها جميعا في ذكرى اصدار العدد 8000 متمنين لها العطاء الدائم والمستقبل الزاهر