الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماكرون يدعو القوى السياسية لبناء غالبية برلمانية واحترام  قيّم الجمهورية

بواسطة azzaman

ماكرون يدعو القوى السياسية لبناء غالبية برلمانية واحترام  قيّم الجمهورية

 

باريس - سعد المسعودي

وأخيرا خرج الرئيس إيمانويل ماكرون عن صمته موجها رسالة الى الفرنسيين نشرتها صحف فرنسية، قال «لم تحصل أي قوة سياسية على غالبية كافية بمفردها، والكتل والائتلافات التي ستنبثق من هذه الانتخابات كلها أقليات

 ودعا جميع القوى السياسية في مؤسسات الجمهورية ودولة القانون والحكم البرلماني إلى الانخراط في حوار صادق ومخلص لبناء غالبية صلبة تكون بالضرورة ذات تعددية، تُبنى هذه الغالبية حول بعض المبادئ الرئيسية للبلد والقيم الجمهورية الواضحة والمشتركة ومشروع عملي وفهمه سهل

وتابع «سأسمّي رئيسًا للحكومة في ضوء هذه المبادئ»، مؤكدًا أن ذلك سيحصل حين تبني القوى السياسية تسويات وحتى ذلك الحين، ستواصل الحكومة الحالية ممارسة مسؤولياتها ثم ستكون مسؤولة عن تصريف الأعمال كما جرت العادة  في جمهورية فرنسا ، في وقت تستعد البلاد لاستضافة الألعاب الأولمبية في أقل من اسبوعين

وحاول معسكر ماكرون إيجاد بديل من اليسار لتسلم الحكم عبر التوجّه إلى اليمين المتردّد، فيما دخل نواب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي حل ثالثًا في الانتخابات التشريعية الوطنية، إلى مقر مجلس النواب واضعين الاقتراع الرئاسي في 2027 نصب أعينهموفيما يعتزم اليسار اقتراح رئيس للوزراء على ماكرون، يعرب قسم كبير من المعسكر الرئاسي عن رفضه لذلك

وسبق لفرنسا أن شهدت ثلاث حكومات تعايش بين رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء من معسكرين مختلفين، لكنها تواجه اليوم جمعية وطنية مشرذمة بين ثلاث كتل رئيسية من دون غالبية مطلقة

بحسب استطلاع للرأي نُشر الأربعاء، فإن سبعة فرنسيين من عشرة ليسوا راضين عن التشكيلة الجديدة للجمعية الوطنية

ويؤيد عدد كبير من النواب هذا التوجه إذ يريدون أن يتجنبوا «بأي ثمن» حكومة تضمّ أعضاء من حزب فرنسا الأبية

وبعدما أبدوا عدم مرونة حيال فرضية تشكيل ائتلاف، يبدو أن بعض قادة اليمين بدأوا ينفتحون تدريجًا على الفكرة ويطالبون بتعيين رئيس وزراء من معسكرهم على رأس «حكومة وحدة لكن في ظلّ المفاوضات، اتهم منسق حزب فرنسا الأبية مانويل بومبار الرئيس الفرنسي بـ»زيادة المناورات» لـ»خطف نتائج» الانتخابات التشريعيةوأمام هذه الاضطرابات، نددت مارين لوبن لدى دخولها مقر الجمعية الوطنية بـ «المستنقع» الذي أعقب الانتخابات التشريعية المبكرة اجتماعات ومفاوضات بين الكتل الفائزة

تتواصل المفاوضات لجميع الكتل السياسية، اليسار ويمين الوسط واليمين بهدف تشكيل الحكومة بعد نتيجة الانتخابات التشريعية التي تصدر فيها اليسار دون الحصول على أغلبية مطلقةكما دعا رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه الخميس إلى «تجاوز» الألعاب الأولمبية قبل تشكيل حكومة جديدة «في أيلول/ سبتمبر, وقال لارشيه بشأن قرار حل البرلمان الذي اتخذه إيمانويل ماكرون إن الرئيس الفرنسي ارتكب خطأ

قيم الجمهورية

  وأضاف ماكرون الذي يشارك في واشنطن في قمة لحلف شمال الأطلسي «يجب أن تُبنى هذه الغالبية حول بعض المبادئ الرئيسية للبلد والقيم الجمهورية الواضحة والمشتركة ومشروع عملي وفهمه سهل

وكان التجمع الوطني، اليميني المتطرف، قد حصل مع حلفائه على 143 مقعدا سيكون ما لا يقل عن 123 منهم ضمن مجموعة التجمع الوطني التي ترأسها مارين لوبن، وغالبا سيكون في صفوف المعارضة، حيث إنه خارج المداولات الدائرة لاختيار رئيس للوزراء وتشكيل الحكومة

وسيكون للكتلة اليسارية 190 إلى 195 مقعدا أي أقل بنحو مئة نائب عن الغالبية المطلقة، لكنها تؤكد أنها قادرة على حصد تأييد غالبية من النواب على مشاريع محددة. وشددت على أنها ستطبق برنامج الجبهة الوطنية الجديدة

كيف سيكون رد  الأحزاب على رسالة ماكرون؟

ويبدو أن بعض قادة اليمين بدأوا ينفتحون تدريجًا على فكرة تشكيل ائتلاف ويطالبون بتعيين رئيس وزراء من معسكرهم على رأس «حكومة وحدة». لكن في ظلّ المفاوضات، اتهم منسق فرنسا الابية مانويل بومبار الرئيس الفرنسي بـ»زيادة المناورات» لـ»خطف نتائج» الانتخابات التشريعية  وبحسب استطلاع للرأي نُشر مؤخرا، فإن سبعة فرنسيين من عشرة «ليسوا راضين» عن التشكيلة الجديدة للجمعية الوطنية

أجتماعات سرية

من جهتها نشرت  صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقرا  خطيرا تحدثت فيه عن  اجتماعات سرية نظمت في منزل النائب السابق عن الجمهوريين تييري سولير بين زعيمي حزب التجمع الوطني مارين لوبين وجوردان بارديلا وممثلين بارزين عن المعسكر الرئاسي، مما يلقي بظلال من الشك على علاقات رئاسة الجمهورية مع أقصى اليمين ويظهر أن هناك نزعة لنزع الشيطنة عن حزب التجمع الوطني

. وأوضحت الصحيفة - أن حفلات العشاء والاجتماعات التي كشفت عنها غامضة، وقد حضرها بتكتم تام  ، رئيس الوزراء السابق والمستشار الحالي للرئيس أدور فيليب ، ووزير القوات المسلحة سيباستيان ليكورنو، ورأت أن المعنيين إما أن ينفيا ذلك أو يجادلا بأنه من الضروري التوافق مع الخصوم من أجل محاربتهم بشكل أفضل  ودعت الصحيفة إلى تقديم تفسيرات أكثر إقناعا، لأن ما كشفته يلقي بظلال من الشك على العلاقات الخطيرة القائمة بين زعيمي أقصى اليمين وهؤلاء القادة من اليمين التقليدي المقربين من الرئيس  أيمانويل ماكرون وعلقت بأن بارديلا شوهد لآخر مرة قرب منزل تييري سولير بعد 3 أيام من حل البرلمان الذي أعقب موجة التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبيةونبهت ليبراسيون إلى أن مثل هذه اللقاءات لا يمكن تفسيرها إلا على أنها تسوية مع أقصى اليمين، أو على الأقل بداية نزع الشيطنة عنه، وتساءلت هل كان الرئيس على علم بهذه المبادرات، خاصة تلك التي قام بها وزير القوات المسلحة؟وذكرت أن تييري سولير، وحتى لو ادعى الإليزيه أنه لم يعد مستشارا للرئيس، حضر في القصر مساء الجولة الأولى لتحليل النتائج مع المقربين من الرئيس ماكرون .

واشارت صحيفة  الليبراسيون  أن شاهدين رأيا جوردان بارديلا في 12 يونيو/حزيران الماضي وهو يغادر منزل سولير عند الساعة الرابعة والنصف عصرا بعد 3 أيام من حل ماكرون للجمعية العمومية  وتساءلت ماذا كان على قائمة هذا اللقاء مع سولير؟ وهل تحدث الرجلان عن حزب الجمهوريين الذي كان ينهار بعد انضمام إريك سيوتي، زعيم حزب الليبراليين إلى حزب الجبهة الوطنية؟

وذكر التقرير أن سولير، من حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية ، هو الذي أوكلت إليه مهمة تفجير اليمين لصالح المعسكر الرئاسي، وتساءلت هل كانت الإليزيه تحاول، في هذا السياق الجديد، التحدث بشكل غير رسمي مع رئيس وزراء محتمل؟و ذكرت الإليزيه بأن تييري سولير لم يعد له دور في الرئاسة، وإن كان حسب أحد مستشاري ماكرون «يلعب دورا غير رسمي مع الرئيس.

ويمكنه إجراء اتصالات مع اليمين لكن القيام بذلك مع بارديلا ولوبان لا يتوافق مع طلب الرئيس». أما بارديلا، فلم يرد على سؤال الصحيفة عن سبب وجوده في شارع أومالي حيث منزل سولير، في حين رفض سولير الحديث عن هذا الموضوع ونفى رسميا أي لقاء، ورد بالقول «حسنا لا» على السؤال «أنت لا تعرف ماذا كان يفعل بارديلا أمام منزلك؟

وكان سولير قد انشق عن الجمهوريين عام 2017 لخدمة إدوارد فيليب في رئاسة الوزراء، ثم ماكرون في الإليزيه، وهو مثقل بعدد قياسي من لوائح الاتهام (13 لائحة)

وفي ديسمبر/كانون الأول، ذهبت شخصية أخرى -كما تقول الصحيفة- إلى سولير لتناول العشاء، وعقد إدوارد فيليب اجتماعا ذلك المساء مع مارين لوبان، كما أكدت حاشية رئيس الوزراء السابق، علما أن إدوار فيليب قد انحاز بوضوح إلى جانب نزع شيطنة حزب الجبهة الوطنية، داعيا إلى عدم التعبير عن أي عداوة لحزب اليمين المتطرف، وإلى مواجهة «مشروع بمشروع وقد رحب إدوارد فيليب بمشاركة التجمع الوطني في المسيرة المناهضة  لمعاداة السامية ، والتي كانت لحظة محورية في السعي إلى احترام الحزب، كما استقبلت مارين لوبان مرة أو مرتين بين عامي 2017 و2020


مشاهدات 358
أضيف 2024/07/13 - 1:01 AM
آخر تحديث 2024/10/19 - 5:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 334 الشهر 7868 الكلي 10037591
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير