الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إفلاس الإتحاد

بواسطة azzaman

إفلاس الإتحاد

اكرام زين العابدين

 

يبدو ان العاملين في الاتحاد العراقي لكرة القدم خلال السنوات الاخيرة يطبقون مقولة الوزير الالماني النازي جوزيف كوبلز (اكذب حتى يصدقك الآخرون ، ثم اكذب حتى تصدق نفسك)، لانهم يصرون ويؤكدون بان الحياة وردية وجميلة ، وان الانجازات حاضرة في عملهم ، والمنظومة الكروية بالف خير.

ونشير الى ان الاتحاد سبق وان حصل على وعود من مجلس الوزراء بدعم عمله مالياً ، وكذلك دعم اندية دوري نجوم العراق والدوري الممتاز ، لكن الازمة المالية التي يمر بها البلد بشكل عام ادت الى تأخر الحصول على الاموال.

ونعود لنقول ان الواقع الحقيقي يختلف عن الاحلام الوردية والتصريحات ، لان منظومة الاتحاد الحالي غير منسجمة ومفككة ومفلسة ، ولم تنجح في تقديم نفسها بالشكل الصحيح وتحقيق خططها الخاصة بتطوير الكرة العراقية لا في المنتخبات الوطنية ولا في مسابقات الاندية التي صدعت رؤسنا بالعمل مع (رابطة اللاليغا الاسبانية) بالسنوات الثلاثة الماضية وبملغ مالي كبير يصل الى قرابة الـ6 مليون دولار. واذا نظرنا على الجوانب الادارية والمالية للاتحاد فاننا نصاب بخيبة كبيرة نتيجة الاخفاقات الادارية المتواصلة وكمية الديون المستحقة عن صرفيات الاتحاد من اقامة بالفنادق وتذاكر سفر وتجهيزات وأجور للعاملين في الاتحاد وكذلك اجور الحكام والمقيمين ، وكذلك الدعاوي المالية الكثيرة في المحاكم من قبل المدربين مستحقة التسديد.

وبالرغم من فشل الاتحاد في تنظيم انتخاباته التي كان من المؤمل اجرائها في نيسان الماضي ، والتدخل من قبل الفيفا فيها ، فان البعض يُصر على ان الامور تسير بالشكل الصحيح ويدفع بتأجيل اجراء الانتخابات الى نهاية مباراة الملحق العالمي في اذار المقبل ، على امل تحقيق الفوز فيها واقناع الآخرين بانه كان على صواب. وفشل الاتحاد ظهر جليا مع المنتخبات الوطنية بعد الخروج من دور الـ16 لكاس اسيا 2024 ، والخسارة في خليجي 26 بالكويت ، والفشل بالتأهل المباشر من مجموعة سهلة في تصفيات كاس العالم 2026 ، واستمرار الفشل في الملحق الآسيوي في السعودية ، والبحث عن بصيص الامل الاخير بعد الفوز على الامارات وانتظار مباراة الملحق العالمي.

اما بقية منتخبات الفئات العمرية فان نتائجها لم تكن مقنعة بعد فقدان فرصة اللعب بنهائيات كأس آسيا للناشئين ، والنتائج غير الملبية للطموح لبقية المنتخبات في بطولات الخليج وغرب آسيا لبقية بقيادة مدربين محليين او اجانب.  وبالعودة الى عقد استشارة اللاليغا فاننا لن نشاهد تطور في عمل الاندية في الجوانب الفنية والادارية ، فمازالت اغلب الاندية لا تطبق معايير التراخيص الآسيوية او المحلية ، وان الجوانب المالية للاندية غير مستقرة وان اغلبها مطلوبة ماليا للملاكات التدريبية واللاعبين وكذلك للفنادق ومحلات تجهير الملابس ، فيما زالت الجوانب الفنية للاندية غير معروفة الملامح في ظل الفوضى بالعمل الفني. ان كذبة حصول النادي على الترخيص ظهرت جلياً بعد ان رفض لاعبي نادي القاسم خوض مباراتهم امام الكهرباء لعدم استلام مستحقاتهم المالية منذ 5 اشهر ، ، مع العلم ان النادي محروم من تسجل اللاعبين في هذه الفترة وبقرار من الفيفا. حال نادي النجف والطلبة والقوة الجوية والزوراء يشبه حال القاسم وانه ليس بافضل من بقية الاندية بل ان وضعها المالي سيء جداً ، لان اغلب ادارات هذه الاندية مكبلة بالديون المالية الكثيرة ، ولن يتحسن وضعها في العام الجديد بسبب استمرار الازمة المالية التي يعيشها العراق وصعوبة تخصيص اموال تغطي احتياجاتها.

ان اغلب انديتنا فشلت في تعظيم مواردها المالية وتسويق اسمها وعلاماتها التجارية واستثماراتها الخاصة، ولم تنجح في اقناع المحافظات ومجالسها بتقديم الدعم المالي لها ، وقد يشهد العام المقبل مفاجآت كثيرة قد تتطيح بمسابقات كرة القدم العراقية.

 


مشاهدات 66
الكاتب اكرام زين العابدين
أضيف 2025/12/25 - 1:41 AM
آخر تحديث 2025/12/25 - 6:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 218 الشهر 18498 الكلي 13002403
الوقت الآن
الخميس 2025/12/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير