الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المكسب في الحياة هو  الخروج منها بأقل الخسائر.. دراسة في التحدّيات القانونية والتشريعية

بواسطة azzaman

المكسب في الحياة هو  الخروج منها بأقل الخسائر.. دراسة في التحدّيات القانونية والتشريعية

 

همام الشريفي 

 

مع التطور المتسارع والمركب للعلوم الطبية والبيولوجية والتكنولوجية، ظهرت الحاجة إلى تشريعات قانونية تلقى القبول الاجتماعي والعرفي والشرعي والقضائي. من الملاحظ ان الدراما المصرية تحديدا بدأت مؤخرا تتناول هذه الموضوعات بين طرفي الإقرار والإنكار ضمن منظور الحقوق الإنسانية للفرد والعائلة والمجتمع على وجه العموم.  ومن هذه الموضوعات المهمة عنوان «الام الحاضنة». ان العقم الذي يصيب احد الزوجين او كلاهما فتح الباب امام ما يسمى «التلقيح الخارجي» وتطور الامر الى استئجار «ام حاضنة» لنطفة وبويضة لا تخصها. ولكن التشريع المصري لا يجيز هذه العملية بل ويجرمها مشفوعا بتحريم كامل من الهيئة الشرعية للأزهر

تتناول الدراما المصرية موضوعا آخر وهو انتشار جراحة «زراعة الاعضاء» وتحديدا في حالات الفشل الكلوي، حيث يقوم بعض المرضى بدفع أموال كبيرة لغرض الحصول على متبرع مقابل بدل نقدي مجزي. وفق القانون المصري، فان دفع بدل نقدي يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.  وهناك منطق يدعم هذا التجريم وهو منع تشكيل عصابات للاتجار بأعضاء البشر على المستوى القومي او العالمي.

ضغط نفسي

في نفس السياق تعرض الدراما قصص تفصيلية عن «رعاية نهاية العمر» . في هذا النوع من الرعاية، يتم التركيز على تخفيف آلام المريض والضغط النفسي الذي يعانيه لتحسين حياته اليومية دون التركيز على علاجه بسبب تمكن المرض منه ومحدودية عمره، مع توفير الدعم الكامل للعائلة من الناحية النفسية والاجتماعية. ويشمل هذا اللون من الرعاية فيما يشمل، اولئك الذين يعانون من مرض الخرف والأعباء النفسية التي تتحملها العائلة جراء هذه الاعراض المرضية.  لقد لفت انتباهي عروض جديدة لمفهوم «الموت الرحيم» وموقف القضاء المصري منه. لقد اصبح هذا الموضوع حديثا متداولا بين اصحاب المهن الطبية، خصوصا عندما يشهدوا آلام مبرحة للمريض لا تنفع معها المسكنات والأدوية او ضغوط نفسية وكآبة متلازمة مع أنواع من العوق المركب. تعرض نفس الدراما موقفا متراخيا للقضاء المصري في محاكمة القصّر بعمر اقل من 18 عاما في حالات الاغتصاب والقتل العمد على سبيل المقارنة ومحاكاة المنطق.  يبدو اننا بحاجة من الان فصاعدا إلى جيل جديد من المحامين والقضاة والمشرعين اصحاب معرفة عميقة بالفقه الديني والاستنباط الشرعي، لغرض حماية المجتمع على مستوى افراد وبمختلف الفئات العمرية وأنواع العوق الجسدي والعقلي، وعدم التصرف بصيغة ردات الفعل غير المدروسة لازمات حقيقية وخطيرة تزحف إلى حياتنا ولا نستبق قراءة جذورها او تبعاتها او نتائجها.  ان الحياة في حالة تحرك مستمر ومشاكلها تتعقد بسرعة هائلة، لذلك استوجب مواكبة الزمن في «حفظ كرامة الفرد» لأننا جميعا سنواجه يوما ما نفس المصير في «ضعف الجسد وانهياره». ايها السيدات والسادة: «لنخرج من هذه الحياة باقل الخسائر».


مشاهدات 66
الكاتب همام الشريفي 
أضيف 2025/12/23 - 11:37 PM
آخر تحديث 2025/12/24 - 1:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 91 الشهر 17612 الكلي 13001517
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير