الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الوطن والمواطن وما بينهما

بواسطة azzaman

الوطن والمواطن وما بينهما

حسن عاتي الطائي

 

المواطن كلمة مرتبطة بالوطن الذي هو  المكان الذي تستقر فيه مجموعة بشرية تجمعها روابط وتقاليد ومصير مشترك..وهي اصطلاح حديث ظهر بعد قيام الثورة الفرنسية في العام 1789 التي أصدرت وثيقة حقوق الإنسان وكفلت له حقوقه التي لم يكن معترفا بها من قبل وأصبح لها مغزى قانوني واجتماعي وسياسي وثقافي واتخذت معنى إنسانيا وروحيا استقر في أعماق الإنسان ووجدانه..أما المواطن فهو ذلك الشخص الذي يعيش في ارض معينة يعيش فيها إلى جانبه مواطنون اخرون يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها وعليه نفس الواجبات التي يجب أن يقوم بها معهم تجاه الوطن الذي يجمعهم جميعا..إن هذا المواطن ليس مجرد شخص طاريء يعيش على أرض الوطن ،اذ أنه مع غيره من المواطنين يشكلون الوطن الذي هو الاخر ليس  مجرد قطعة من الأرض وانما سيكون لهم ولما يشعرون تجاهه من ولاء وانتماء ومحبة جزء لا بتجزأ من حياتهم بكل تفاصيلها ..

قوانين وطنية

ولهذا فإن من واجبات المواطن أن يعرف كل شيء عن وطنه،عن ماضيه وحاضره ومستقبله،وعليه أن يدرك أن الواجبات تجاه الوطن تأتي في المقدمة، أما حقوقه التي كفلتها له القوانين الوطنية والتي يجب ولا بد أن يتمتع بها فتأتي في المرتبة الثانية ولا يستحقها إلا إذا قام بأداء واجباته كاملة تجاه ذلك الوطن..ومن هنا فإن من المهم جدا أن يعرف المواطن أهمية دوره الوطني مثلما أن من المهم جدا أن يعي حقوقه وواجباته..إن كل ذلك يقتضي ترسيخ الروح الوطنية في عقول ونفوس المواطنين والتأكيد على عظمة الوطن  وثراء تاريخه وتراثه وقيمه وتقاليده والتأكيد على ضرورة الإيمان الذي لا يتزعزع بحقه في الحياة الحرة الكريمة وحمايته من الطامعين والمعتدين والفاسدين والمفسدين والإرهاب و الإرهابيين  وكل ما من شأنه أن يقف  عائقا في طريق تقدم الوطن وازدهاره والإستعداد الدائم للمشاركة الفعلية في  بناء مجتمع وطني حر خال من الإستغلال والتخلف والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد لأي سبب من الأسباب من خلال إرساء منظومة وطنية أخلاقية عالية قادرة على الإبداع والإنتاج..ولذلك يجب العمل على إعداد شخصية المواطن بما ينسجم مع الروح والمبادئ الوطنية العليا التي ترسخ قيم المحبة والمساواة والتعاون بين أبناء الوطن لمواجهة المشكلات والمصاعب بشجاعة وأمانة وصدق وتنمية الشعور بالأنتماء له وتجذير قيم الإرتباط به والحنين إليه وتقوية صلاته بتراثه الروحي والثقافي بعيدا عن الخرافات والأساطير والأوهام والأفكار الفاسدة بالاعتماد على العقل السليم في رؤية الأشياء والتفاعل معها وإبراز الأدوار البطولية لرموزه وأبطاله والوفاء له في كل الأوقات والظروف ...

إن المواطنة كما يقول عبد الرحمن الكواكبي هي (علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة ولما تتضمن تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة ).. إن المواطنة الحقة لا تسود ولا تتحقق بصورتها الصحيحة إلا في ظل نظام ديمقراطي حقيقي يحترم تماما المواطن وحقوقه الطبيعية وينظر إليه باعتباره مواطنا حرا يتمتع بكافة الحقوق القانونية والسياسية والإجتماعية التي كفلها له الدستور وعليه كافة الواجبات التي حددها ذلك الدستور .. وأخيرا لا بد لنا من التأكيد على أن الوطن الذي نعيش فيه ونحبه وندافع عنه ونموت من أجله شيء والأنظمة والحكومات المتعاقبة شيء اخر، فهي تأتي وتذهب والوطن باق ..

 


مشاهدات 92
الكاتب حسن عاتي الطائي
أضيف 2025/12/16 - 5:41 PM
آخر تحديث 2025/12/17 - 9:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 245 الشهر 12301 الكلي 12996206
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير