جيمس بوند في جزر تايلاند.. كيف تحوّلت صخرة إلى أسطورة سياحية؟

تايلاند - حمدي العطار

في كل مرة نقترب فيها من تفاصيل السياحة في تايلاند، نكتشف أن هذا البلد لا يعتمد على جماله الطبيعي فحسب، بل يمتلك ما يمكن وصفه بـ «الذكاء السياحي»، قدرة استثنائية على تحويل أدق التفاصيل—حتى صخرة وسط البحر—إلى علامة عالمية تجذب ملايين الزوار. ومن هنا تبدأ حكاية جزيرة جيمس بوند التي سمع عنها الكثيرون، وارتبط اسمها بأفلام هوليوود، وبمقاصد سياحية صنعت اسمها من العدم.

-جزيرة جيمس بوند… من مشهد سينمائي إلى أيقونة عالمية

تقف جزيرة جيمس بوند—أو «كو تابو» كما يطلق عليها محليا—شاهدة على براعة تايلاند في تحويل مواقع طبيعية إلى معالم سياحية عالمية. فقد اكتسبت شهرتها بعد ظهورها في فيلم «الرجل ذو المسدس الذهبي» عام 1974، لتتحول منذ ذلك الوقت إلى وجهة لا تخلو منها أي رحلة بحرية قادمة من بوكيت.

الخليج الذي يحتضن الجزيرة، خليج فانغ نغا شمال شرق بوكيت، يشتهر بتكويناته الكلسية المذهلة ومياهه الزمردية، ما يجعل زيارتها تجربة تجمع بين المغامرة، والطبيعة، والسينما.

-لماذا تعد الجزيرة وجهة استثنائية؟

1. الموقع الفريد والطبيعة المدهشة

تقع كو تابو في قلب خليج فانغ نغا، وتظهر كعمود صخري عملاق يخترق الماء بشكل مدهش، حتى أسماه السكان «الجزيرة المسمارية». جمالها الطبيعي جعلها واحدة من أكثر المواقع تصويرا في تايلاند.

قوارب سريعة

2. الأنشطة السياحية المتنوعة

- جولات القوارب السريعة أو الـ Longtail من بوكيت.

- الكاياك لاستكشاف الكهوف والممرات البحرية والغابات الساحلية.

- زيارة الجزر القريبة مثل هونغ وكاو بينغ كان.

- مشاهدة الكهوف والبحيرات الداخلية ذات الهدوء الساحر.

- السباحة والغطس في المياه النقية المحيطة بالخليج.

- زيارة قرية بانيي العائمة ذات الطابع الإسلامي الفريد.

-كوه باني… القرية الإسلامية التي لم يمسسها تسونامي

على مقربة من جزيرة جيمس بوند، تقع كوه باني، وهي واحدة من أشهر القرى المسلمة في تايلاند، حيث يعيش سكانها—ذوو الأصول الجاوية والماليزية—على أعمدة خشبية فوق سطح الماء. وتتميز القرية بمساجدها ومطاعمها الحلال، وبصمودها أمام كارثة تسونامي التي ضربت جزر كثيرة عام 2004، بينما بقيت محمية داخل الخليج.

القرية ليست مجرد محطة للاستراحة، بل تجربة ثقافية متكاملة: مطاعم بحرية، أسواق صغيرة، حياة محلية بسيطة، وملعب كرة قدم عائم أصبح حديث العالم.

الخاتمة

إن زيارة جزيرة جيمس بوند والقرية العائمة في كوه باني، ليست  رحلة بحرية تقليدية فحسب، بل نافذة لفهم قدرة تايلاند على تحويل الطبيعة إلى صناعة، والهوية الثقافية إلى عنصر جذب. فهنا، تتجاور السينما مع روح المكان، وتلتقي الجغرافيا بالإنسان، في لوحة مدهشة تثبت أن الجمال ليس فيما نراه فقط، بل في الطريقة التي نقدمه بها للعالم.