المغرب : شبح بنايات مهددة بالإنهيار لا تحترم الضوابط القانونية
الرباط – عبدالحق بن رحمون
عاد من جديد إلى المغرب ، شبح البنايات المهددة بالانهيار ولاتحترم الضوابط القانونية للتعمير، وعلى إثر انهيار بنايتين سكنيتين بمدينة فاس، التي خلفت 22 حالة وفاة وإصابة 16 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، شرعت السلطات المغربية في إجراء بحث قضائي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
يذكر أن البنايات المنهارة تعود عملية تشييدها إلى سنة 2006، في إطار عمليات البناء الذاتي لفائدة قاطني دوار “عين السمن” ضمن برنامج ” فاس بدون صفيح”.
وبحسب مصادر حمل البرلماني عزيز اللبار جزءا من المسؤولية للعمدة الأسبق للمدينة حميد شباط، الذي تولى تدبير الشأن المحلي.
وأكد اللبار أن “قطاع التعمير في تلك المرحلة عرف اختلالات كبيرة” . من جهته، نفى حميد شباط العمدة السابق كل الإتهامات التي أطلقها البرلماني عزيز اللبار، مؤكدا أنه غادر عمودية فاس منذ 11 سنة ولا علاقة لي بما وقع.
وللكشف عن الأسباب الحقيقية لسقوط البنايتين، التي خلفت تفاصيل وأحداث صادمة، سارعت السلطات المحلية إجراء تحقيقات إدارية وخبرة تقنية عهد بها إلى مكتب دراسات متخصص، بهدف تجميع كافة المعطيات المرتبطة بالحادث، وتحديد الأسباب التقنية الكامنة وراء انهيار البنايتين، والوقوف على كل الاختلالات الإجرائية التي قد تكون شابت المساطر القانونية والضوابط التنظيمية المعمول بها في مجال التعمير والبناء.
ويحسب معطيات محلية، المعطيات فالبناية المنهارة يعود إحداثها لسنوات ، برخصة بناء طابقين فقط بدون مرآب، غير أن أحد البنايتين المتلاصقتين أصبح يضم علوه أربع طوابق والآخر خمس طوابق، بدون الحصول على ترخيص لإضافة الطوابق.
على صعيد آخر، جرى الأربعاء، بالعاصمة الفرنسية باريس، توشيح الفريق أول محمد بريظـ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، بوسام “فيلق الشرف برتبة قائد”، هذا التوشيح، تم باسم رئيس فرنسا، من طرف الفريق جيش جوي فابيان ماندون، قائد أركان الجيش الفرنسي، وذلك خلال حفل رسمي حضرته شخصيات مدنية وعسكرية رفيعة. وانعقد حفل التوشيح على هامش الدورة 23 للجنة العسكرية المشتركة المغربية -الفرنسية وشارك فيها، بأوامر ملكية، وفد مغربي رفيع ترأسه المفتش العام للقوات المسلحة الملكية.
كما تم بهذه المناسبة ، توشيح كل من الطبيب الفريق محمد عبار، مفتش مصلحة الصحة العسكرية، والفريق جوي فؤاد مومن، رئيس المكتب الرابع، بوسام “الاستحقاق الوطني من درجة ضابط.”ويشار أن هذه الأوسمة تأتي اعترافا بالجهود المبذولة من أجل تطوير العلاقات العسكرية الثنائية المغربية- الفرنسية.وشكل اجتماع الدورة الـ 23 للجنة العسكرية المختلطة المغربية – الفرنسية، فرصة للطرفين للاتفاق على برنامج أنشطة التعاون العسكري المزمع تنفيذه خلال سنة 2026.
ويأتي انعقاد اللقاء بحسب بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية ، في سياق يتميز بدينامية متجددة بين الرباط وباريس، تعكس الطموح المشترك الذي عبر الملك محمد السادس، والرئيس إيمانويل ماكرون، خلال الزيارة التاريخية لعام 2024.
و عبر بهذه المناسبة ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الجيوش الفرنسية، عن ارتياحهما للمستوى المتميز للتعاون العسكري المغربي الفرنسي وللحصيلة الإيجابية التي حققها، لاسيما خلال عام 2025، مؤكدين على أهمية توسيع نطاق تبادل التجارب والخبرات ليشمل مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف المصدر المذكور أن اجتماع اللجنة العسكرية المختلطة المغربية – الفرنسية، تعتبر موعدا هاما في إطار الحوار الاستراتيجي بين الجيشين، يهدف إلى تطوير تعاون يعود بالنفع على الجانبين وتنسيق المقاربات الاستراتيجية لتتماشى مع الرهانات الأمنية والتكنولوجية. كما يروم تعزيز التعاون العسكري الثنائي بشكل أكبر في مختلف المجالات، لاسيما في ميداني التكوين والتدريب المشترك.
وفي موضوع آخر، عقد الثلاثاء، بباريس وفد هام يمثل الجهات الثلاث للأقاليم الجنوبية للمغرب، العيون-الساقية الحمراء وكلميم-واد نون والداخلة-وادي الذهب،لقاء مع أعضاء مكتب مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية بمجلس الشيوخ.
وشدد السيناتور أوليفييه بيتز، نائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية، على التزام المجلس الفرنسي بإقامة “علاقة وثيقة مع المغرب” ودعمه الراسخ لسيادة المملكة على صحرائها.وأكدت السيناتورة كاترين موران-ديسايي أن “فرنسا والمغرب، بحكم قربهما، يستفيدان من العمل المشترك عبر تمكين الجهات من تطوير تعاون ثنائي يستثمر نقاط القوة لدى الطرفين، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، وتيسير تنقل الطلبة والفنانين، باعتبار الثقافة جسرا لتعزيز التقارب بين الشعوب”، مضيفة أن “لقاء من هذا النوع يجدد التأكيد على الحاجة للتعاون وتحديد مجالات الشراكة”.من جانبها، أبرزت بوعيدة أن “هذه الزيارة شكلت مناسبة للتعريف بورش الجهوية المتقدمة في الأقاليم الجنوبية، وكذا الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها هذه الأقاليم.وعلى هامش هذا اللقاء بمجلس الشيوخ، عقد الوفد المغربي جلسة مباحثات مع وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو. كما التقى الوفد، بالجمعية الوطنية الفرنسية، رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية، هيلين لابورت.