الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ورقة موقف بشأن التصنيفات الأكاديمية العالمية

بواسطة azzaman

ورقة موقف بشأن التصنيفات الأكاديمية العالمية

عبد الجليل البدري

 

يُعد التعليم العالي والبحث العلمي الركيزة الأساسية لبناء الدول الحديثة وتعزيز قدرتها على المنافسة في الساحة العالمية. إن التصنيفات الأكاديمية الدولية مثل Times Higher Education (THE) و QS World University Rankings ليست مجرد أرقام أو جداول، بل هي انعكاس مباشر لجودة المؤسسات التعليمية، وفاعلية البحث العلمي، ومدى ارتباط الجامعات بسوق العمل والمجتمع.

وفي هذا السياق، برزت أصوات أكاديمية عراقية رصينة — مثل الدكتور إبراهيم الجميلي، والدكتور محمد الربيعي، والدكتور عبد الهادي الخليلي، وغيرهم — الذين أثروا النقاش عبر كتاباتهم ومحاضراتهم ووسائطهم التعليمية والمقروءة والمسموعة، مؤكدين أن إصلاح التعليم العالي في العراق يبدأ من التوثيق والبيانات الدقيقة، وتطوير البحث العلمي، وربط الجامعات بالقطاع الخاص والمجتمع الدولي.

تعتمد التصنيفات الأكاديمية الدولية على مجموعة من المؤشرات، أبرزها:

جودة البحث العلمي المنشور في المستوعبات العالمية.

قوة البنى التحتية للمؤسسات التعليمية.

كفاءة المخرجات التعليمية بحسب تقييم أصحاب العمل والجهات المستفيدة.

الموارد البشرية (نسبة الأساتذة إلى الطلبة وعدد حملة الدكتوراه).

حجم التمويل والاستثمار في البحث العلمي.

توظيف الخريجين ومعدلات الاندماج في سوق العمل.

الشراكات الدولية والإنتاجية مع الجامعات والشركات.

واقع العراق

إن غياب أو تراجع العراق عن هذه التصنيفات الدولية يعود إلى:

نقص البيانات الرسمية الموثقة.

ضعف ثقافة التوثيق الأكاديمي والبحثي.

غياب منهجية لرصد الممارسات الجيدة والأنشطة التطوعية.

محدودية الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية.

رؤى الأساتذة العراقيين (اقتباسات مباشرة)

الدكتور إبراهيم الجميلي: قال في إحدى مشاركاته الأكاديمية: «إن اعتماد المعايير الوطنية للجودة في التعليم الهندسي هو الخطوة الأولى نحو إدخال الجامعات العراقية في التصنيفات العالمية، فالجودة لا تتحقق إلا عبر مؤشرات دقيقة تشمل جميع تفاصيل العملية التعليمية» (Al-Jumaili, 2018).

الدكتور محمد الربيعي: كتب في مقالاته: «النشر الدولي الرصين هو الشرط الأساسي لنهضة التعليم العالي في العراق، ولا يمكن لأي جامعة أن تدخل التصنيفات العالمية ما لم يكن لديها إنتاج بحثي معترف به دوليًا» (Al-Rubaie, 2022).

الدكتور عبد الهادي الخليلي: أوضح في محاضراته: «الدراسات العليا في العراق تفتقر إلى استراتيجية وطنية واضحة، حيث تُركن الأطاريح على الرفوف بدل أن تُستثمر في تطوير البلد. إن ربط البحث العلمي بالاحتياجات الوطنية والتعاون الدولي هو مفتاح الإصلاح» (Al-Khalili, 2021).

أصوات أخرى: مثل كتابات مراكز الدراسات العراقية (مركز الروابط ومركز الرافدين للحوار) التي أكدت أن «التعليم هو المحرك الأساسي لتطور المجتمع، وأن الإصلاح يبدأ من بناء قاعدة بيانات دقيقة وشفافة» (Rawabet Center, 2021).

خطوات عملية للنهوض

إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة للبحث العلمي والأنشطة الأكاديمية مرتبطة بالمستوعبات العالمية.

تعزيز النشر الدولي عبر دعم المجلات العراقية للوصول إلى Scopus وWeb of Science.

تطوير البنى التحتية الجامعية (مختبرات، مكتبات رقمية، مراكز ابتكار).

رفع كفاءة الكادر التدريسي بزيادة نسبة حملة الدكتوراه وتدريبهم على البحث والنشر.

توسيع الشراكات الدولية مع جامعات رائدة وشركات إنتاجية.

تفعيل نظام تتبع الخريجين لقياس نسب التوظيف والاندماج في سوق العمل.

اعتماد مؤشرات الأداء الأكاديمي (KPIs):

مؤشرات الأداء الأكاديمي هي أدوات قياس كمـــــــية ونوعية تُستخدم لتقييم مدى نجاح الجامعات والكليات في تحقيق أهدافها التعليمية والبحثية.

أمثلة على هذه المؤشرات: عدد البحوث المنشورة دوليًا، معدل الاستشهادات العلمية، نسبة الأساتذة إلى الطلبة، نسبة حملة الدكتوراه، معدلات توظيف الخريجين، حجم التمويل البحثي، عدد الشراكات الدولية، والأنشطة الطلابية.

الهدف النهائي هو بناء قاعدة بيانات دقيقة، وتحفيز المنافسة الإيجابية، وتوجيه السياسات التعليمية، بما يسهل دخول الجامعات العراقية في التصنيفات العالمية.


مشاهدات 62
الكاتب عبد الجليل البدري
أضيف 2025/12/13 - 1:10 AM
آخر تحديث 2025/12/14 - 1:51 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 57 الشهر 9910 الكلي 12793815
الوقت الآن
الأحد 2025/12/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير