الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نوابغ الكرد في الخط العربي

بواسطة azzaman

نوابغ الكرد في الخط العربي

السليمانية  - أحمد سعيد

 

الخط من الفنون العريقة التي تمتد جذورها مع التأريخ، بيد أن نشأته موضوع تتقارب فيه آراء عدة، كل يصعد في رأيه بحجج مقنعة تكاد تكون أقرب الى الحقيقة والواقع فريق يجعل من الآية القرآنية (وعلم آدم الأسماء كلها) مغزى لرأيهم وفريقا آخر يغاير هذا الرأي تمام المغايرة ويذهب به الى عهد الفينيقيين.

ويمكننا القول إن الخط كان معروفا منذ عصر ما قبل الإسلام، فقد توصل العلماء على ضوء اكتشافاتهم للنقوش الحجرية القديمة الى ان الخط العربي القديم اشتق من الخط النبطي المتأخر والذي اشتق بدوره من الخط الآرامي. ولما ازدهرت الحضارة الإسلامية اصبح الخط فنا، غايته الأولى المعرفة فوضعت له قواعد علمية واخترعت طرائق واساليب كلها تهدف الى اظهار الجمال المتناهي فيه.

وقد اجمعت المصادر العربية كلها بأن الخط لم ينل عند أمة من الأمم ذوات الحضارة ما ناله عند المسلمين من العناية والتفنن فيه فأول آيات القرآن الكريم تشير اليه (ن، والقلم وما يسطرون). وبعد الفتوحات الإسلامية ودخول الشعب الكردي في الدين الجديد ظهر فنانون وخطاطون كرد اسهموا بشكل فعال في ازدهار هذا الفن العريق وساهموا في تطويره، هنا نشير الى كوكبة لامعة من الخطاطين الكرد ممن تركوا آثارا خالدة موزعة في مكتبات العالم الإسلامي والعربي والذين قدموا خدمات جليلة في نشر وتطوير الخط العربي الإسلامي.

حامد الآمدي (1891-1982)

اسمه موسى عزمي ذوالفقار اصله من مدينة ديار بكر بكردستان تركيا، اخذ الخط عن الأستاذة الكبار محمد نظيف وخلوصي يعتبر حامد من آخر الخطاطين العظام في تأريخ الخط تتلمذ على يده الكثير من الخطاطين واجاز الكثير منهم اجازة الخط من امثال هاشم البغدادي، يوسف ذو النون الموصلي، أياد الحسيني، حسن جلبي ومهدي الجبوري. كان رحمه الله استاذا في كل الخطوط كتب بخط النسخ القرآن الكريم مرتين. له خطوط جميلة في اغلب مساجد تركيا منها مسجد شيشلي والصحابي الجليل ابي ايوب الأنصاري.

محمد طاهر الكردي المكي (1903- 1980)

أصله من مدينة اربيل من مواليد المكة المكرمة حيث بعد ان سافر والده لأداء فريضة الحج قرر المكوث فيها، اكمل دراسته الأولية في مدرسة الفلاح وتخرج منها سنة 1921 ثم سافر الى مصر والتحق بجامعة الأزهر الشريف وفي مصر تعلم الخط من الخطاط محمد ابراهيم والخطاط التركي عبدالعزيز الرفاعي والأخير استقدمه الحكومة المصرية ليكون محاضرا لدروس الخط في مدرسة تحسين الخطوط. له مؤلفات كثيرة تفوق على اربعين كتابا من اهم ما كتبه كتاب تاريخ الخط العربي وآدابه طبع سنة 1938 ويعتبر من المصادر المهمة، كتب بخط النسخ مصحفا وطبع في السعودية.

•             لميرزا محمد رضا كلهر (1825-1890)

أصله من عشيرة كلهر الكردية بكردستان ايران، تعلم الخط من الأستاذ الميرزا محمد الخوانساري ومحمد مهدي الأصفهاني. كان كثير الإعجاب بخطوط مير عماد الحسني، واصل الميرزا محمد رضا الكلهر نفس اسلوب و نهج مير عماد لكنه قام بتصغير الدوائر وقصر الارتفاعات بشكل البس الحروف روحا جديدا دون اجراء أية تعديلات جذرية في القاعدة الأساسية ولو انتقده الكثير من خطاطي عصره على هذا الإجراء لكنه لم يهتم بهم كثيرا وواصل ابداعاته. من آثاره الخطية كتابة الكتب التالية: فيض الدموع، نصائح الملوك والرسالة الغديرية وديوان الشاعر المشهور حافظ الشيرازي. من تلاميذه الخطاطون (مرتضى نجم آبادي، سيد مرتضى برغاني، الميرزا زين العابدين القزويني، سيد محمود صدر الكتاب وعماد الكتاب وعلى اكبر كاوة وآخرون.

•             سيد محمد طاهر هاشمي (1913-1991)

أديب وشاعر وخطاط ولد في قرية (دولت آباد) التابعة لمنطقة روانسر بكردستان ايران. كان بارعا في خط الثلث والنسخ و خط النستليق والشكسته. كتب مصحفا بخط النسخ.

+ أحمد قره حصاري (1556-1646) الملقب بـ(ملاشمس بيرقره حصارى) ولد في قرية (افيون قره حصار). اخذ الخط عن الأساتذة (يحى صوفى، أسد الله الكرماني. من تلاميذه الخطاطون محمد وحسين الجلبي، ابراهيم حسن، محي الدين خليفة، سليمان حيجازي قرة على افندي وآخرون. تعين في ديوان الملكي براتب شهري قدره 14 ليرة ذهبية. عاصر احمد قره حصاري اربعة سلاطين وفي عهد السلطان سليمان القانوني كتب مصحفا شريفا بخطه الجميل وقد عمد بكتابة بسملة سورة الفاتحة وآخرها بخط المحقق وأتم بقية آيات السورة بخط النسخ الدقيق في الوسط، اما زخرفة الحاشية وتذهيبها فأمرها يبهر وصناعتها تذهل وهي من المدرسة السلجوقية وهذه التحفة النادرة محفوظة بمتحف (طوب قابي). من اجمل آثاره الخطية خطوطه في قبة جامع السليمانية.

•             الحاج محمد علي صابر (1863-1941)

ولد في محلة الحيدر خانه ببغداد لم يتمكن من الاستمرار بالدراسة لسوء وضعهم المالي فبدأ يعمل اعمالا متنوعة ليكسب منها المال ثم دخل مطبعة دار السلام الحكومية كعامل فيها من هنا ظهرت له ميول نحو تقليد الحروف المطبعية ، بعد اكماله الخدمة العسكرية ظل باقيا في المطبعة ولما كان الخطاط الشهير عثمان ياور مشرفا على المطبعة اخذ منه خط الثلث على الطريقة التركية وبرع فيها. في سنة 1921 زار الديار المقدسة لأداء فريضة الحج وبعد عودته بقي في مدينة البصرة حوال ثلاث سنوات وكان مشغولا بأعمال الخط والنقوش على شواهد القبور. في سنة 1927 أدى فريضة الحج للمرة الثانية وبعدها سافر الى القاهرة واتصل بالخطاطين الكبار هناك امثال الشيخ عبد العزيز الرفاعي وسيد ابراهيم ومحمد على مكاوى وبقي ما يقارب ثلاث سنوات. وقد اجازة الشيخ الرفاعي اجازة الخط. وبعد عودته الى بغداد افتتح محلا للخط، من الذين تتلمذوا على يده هاشم البغدادي ودلال التركي واسماعيل الفرضي ومحسن الخطاط ومصطفى ابة طبرة و عبد القادر المفتي. من اروع آثاره الخطية السطر المحيط بمرقد الإمام الأعظم ابي حنيفة بخط الثلث في منتهى الروعة والجمال، وكتاباته ايضا في جوامع عدة منها الشيخ عمر السهروردي، السلطان علي، باب جامع الأصفية، عثمان بن سعيد العسكري.

•             محسن سيد سمين (1921-1977)

ولد في قضاء طوزخورماتوو عين مدرسا في السليمانية، كان له الفضل الكبير في نشر وتوعية الكثير لفن الخط في محافظة السليمانية، كان بارعا في خط الثلث والنسخ والرقعة والديواني له آثار خطية شاخصة للعيان. كان خطوطه الجميلة تستهوى الناظرين اليها وكان رحمه الله يكتب خط الرقعة بأسلوب متميز حيث كان يقلد اسلوب الخطاط نسيب مكارم واعتبره استاذا لي ففي بداياتي في حياتي الفنية كنت معجبا بخطوطه واسلوبه في كتابة اللوحات واليافطات.

+إن الذين ذكرناهم في هذا المقال وآخرون من الخطاطين المبدعون اسماء لامعة من ارباب العلم والفن الجميل ممن تركوا آثارا خالدة موزعة في مكتبات العالم الإسلامي والعربي. وإن ظهور هذا العدد الهائل من الفنانين هو بمثابة فخر لكل كردي اينما وجد ويشكل ردا صريحا وحجة دامغة على بعض المستشرقين الذين صوروا شعبنا كقوم لا نصيب لهم من الحضارة والفن والعبقرية..


مشاهدات 36
أضيف 2025/11/15 - 3:16 PM
آخر تحديث 2025/11/16 - 3:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 83 الشهر 11119 الكلي 12572622
الوقت الآن
الأحد 2025/11/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير