العلمين يطوّر قدرات الباحثين بتنمية الجهد الإبداعي

الكوفة تتصدّر مؤشر التأثير البحثي العالمي محلياً

النجف – رعد المشهداني - سعدون الجابري

نظم قسم الإعلام في معهد العلمين للدراسات العليا بالنجف٬ ورشة عمل٬ لمناقشة الاستراتيجيات الفعّالة في مجال التفكير الإبداعي٬ بحضور نخبة من الباحثين والتدريسيين والطلبة.

وسلّطت الندوة الضوء على (أهمية التفكير الإبداعي٬ بوصفه أداة فاعلة في تطوير البحث العلمي وصناعة المعرفة، وتجريد الباحث من الأنا)٬ مؤكدة ان (أولى خطوات الإبداع تبدأ من التعرّف العميق على المشكلة البحثية وفهم أبعادها٬ وتحليل جوانبها المختلفة وصولاً إلى معالجات علمية دقيقة وموضوعية)٬ وأشار المحاضران في مجال الصحافة والاعلام٬ أحمد عبد المجيد٬ وعادل الغريري٬ خلال الورشة الى أن (شخصية الباحث تعدّ ركيزة أساسية في جودة العمل العلمي)٬  لافتين الى (اهمية ان يتحلّى الباحث بالتجرد من الذات٬ والابتعاد عن الأنا اثناء إعداد بحوثه، حفاظاً على نزاهة النتائج٬ ومصداقية الجهد الأكاديمي)٬ وتطرقت الندوة الى (حوارات علمية مثمرة بين الحضور، شددت على ضرورة تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى طلبة الدراسات العليا، لتعزيزها الدور المحوري في تحفيز الابتكار٬ ورفد جودة الإنتاج العلمي بالمؤسسات الأكاديمية). من جهتها حصدت جامعة الكوفة٬ جائزة الباحث المتميّز، على المستوى المحلي٬ خلال فعاليات مؤتمر العراق للتعليم 2025 بنسخته الثانية، الذي نظّمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي٬ بمشاركة عدة مؤسسات٬ وبحضور وزير التعليم٬ وعدد من رؤساء الجامعات و الباحثين.

واشار مدير إعلام الجامعة٬ عمار الكويتي٬ في تصريح امس الى (تكريم رئيس جامعة الكوفة٬ علاء ناجي المولى، من قبل وزير التعليم٬ عن جهود الجامعة في دعم البحث العلمي٬ وتعزيز الأداء المؤسسي)٬ مبيناً ان (الجائزة أسهمت في رفع مكانة الجامعة٬ وتعزيز ريادتها بين المؤسسات الأكاديمية المحلية)٬ وأضاف الكويتي ان (هذا التتويج يمثّل نموذجاً يخدم البحث العلمي والتميز الأكاديمي).

طلبة الدراسات

وكما نظم المعهد٬ ورشة علمية بعنوان مفهوم توظيف التقنيات الرقمية في البحث العلمي، بحضور عميد المعهد٬ زيد العكيلي٬ ونخبة من أساتذة قسم الاعلام وطلبة الدراسات العليا.

وتطرقت الورشة التي قدّمها المتخصص في الإعلام الرقمي، صفد الشمري، الى (أهمية التحول الرقمي في البحث العلمي٬ ودور التقنيات الحديثة في تطوير المناهج البحثية، مع التركيز على تحليل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي٬ وسبل توظيف الأنظمة الذكية في عمليات جمع البيانات وتحليلها)٬ وتحدث الشمري عن (آلية التعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي)٬ مشيراً الى (كيفية الإفادة منها في دعم الباحثين وفق معايير علمية دقيقة تحافظ على أصالة الجهد البحثي٬ وتضمن دقة المعلومات)٬ وأكد الشمري ان (التقنيات الرقمية تمثل ركيزة أساسية في تطوير الخطاب العلمي والأكاديمي)٬ داعياً إلى (تعزيز قدرات الباحثين في هذا المجال٬ لمواكبة التطورات العالمية في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي).

ونظم المعهد٬ ورشة علمية بعنوان مهارات الكتابة في البحث العلمي ومشكلاته، قدّمها التدريسي كامل حسون القيم، بحضور عميد المعهد، وعدد من أساتذة القسم وطلبة الدراسات العليا. واستعرض المحاضر خلال الورشة (أبرز المهارات والمتطلبات الأساسية لكتابة البحث العلمي)٬ مشدداً على (ضرورة الاستعداد النفسي للباحث، وإتقان مهارات الحاسوب في مجالي الطباعة والتصميم، فضلاً عن التواصل المستمر مع المشرف العلمي وتحديد جدول زمنيٍّ أسبوعي لإدارة مراحل البحث)٬ واشار القيم الى (تقديم جملة من الإرشادات المنهجية التي تساعد الباحثين على تجاوز المشكلات الشائعة، منها إدراك أهمية عامل الوقت، وتجنّب المبالغة في الخشية مما يُقرأ أو يُسمع، مع التركيز على فهم المهمة الأساسية للباحث، والتأكد من توفر عينة التحليل المناسبة، إضافة إلى أهمية التدريب المختزل والاستفادة من المراجع النادرة)٬ مؤكداً (أهمية استخدام فنون الكتابة العلمية٬ وتوظيف المخططات التوضيحية، العناية بالتدقيق اللغوي والإملائي، والاطلاع على نماذج البحوث السابقة في ما يتعلق بنظام المراجع والخطط وأدوات الكتابة، والاستعانة بخبراء الاختصاص عند الحاجة). ويمضي العراق باتجاه بناء قاعدة علمية تواكب التحولات العالمية، للوصول الى الريادة والتميز٬ بحسب بحسب وزير التعليم العالي والبحث العلمي٬ نعيم العبودي. وقال العبودي في كلمة خلال مؤتمر العراق للتعليم العالي امس ان (النسخة الأولى للمؤتمر شهدت منعطفاً مهماً بان تكون الجامعات العراقية ذات هوية متجددة غير نمطية٬ تستمد حضورها وتفاعلها من سياسة التدويل، وتنطلق منها نحو محطات الريادة والتميز)٬ مبيناً ان (العراق يخطط بوعي استثنائي فصلاً جديداً في مسيرة التعليم العالي، يربط المؤسسات الجامعية٬ ويحولها إلى بيئة نوعية لإنتاج الحلول وصناعة الريادة)٬ مؤكداً (أهمية توسيع الشراكات الدولية لتفعيل تأثير الجامعات بالمنظومة الأكاديمية)٬ وأوضح ان (ما تحقق منذ ثلاث سنوات جاء نتيجة ثمرة إجراءات٬ مروراً بالنمو الكبير في مسار البحث العلمي والنشر العالمي، والارتقاء بجامعات العراق في التصنيفات٬ وتعزيز الشراكات الدولية مع المؤسسات العالمية المؤثرة)٬ لافتاً إلى أن (الأنظمة الحديثة أسهمت في ترسيخ الحوكمة الذكية٬ وربطت الطالب والتدريسيين في فضاء رقمي متكامل يواكب المتطلبات الحديثة٬ ويضع الجامعات في موقع يليق بها بين الجامعات العالمية التي تبنّت مسارات الرقمنة الشاملة، ضمن توجهات التحول الرقمي في منظومة التعليم العالي)٬ مشيراً الى (دخول مرحلة الريادة٬ انسجاماً مع الرؤية المستقبلية ومتطلباتها، والمضي بتطوير التعليم كمنصة للابتكار والتدويل تستقطب الطلبة من مختلف البلدان٬ وتجمع الباحثين من شتى التخصصات٬ وتتفاعل مع المعرفة في فضاء عالمي متكامل). في سياق متصل٬ تصدرت جامعة الكوفة٬ الجامعات محلياً، في التأثير البحثي العالمي للفترة 2020-2024 ، وفقاً لمؤشر الإستشهاد بابحاث الجامعة، مقارنة بالمتوسط العالمي في نفس التخصصات.

نسبة استشهاد

وذكر بيان للجامعة تلقته (الزمان) امس انه (أظهرت الإحصائيات معدل جامعة الكوفة البالغ 1.47، ما يعني ان ابحاث الجامعة حظيت بنسبة إستشهاد أعلى من المتوسط العالمي بنسبة 47 بالمئة)٬ وأضاف ان (هذا الرقم مؤشراً واضحاً على جودة الأبحاث العلمية، وتركيز الجامعة على إنتاج أبحاث ذات تأثير عالمي)٬ وثمّن رئيس جامعة الكوفة٬ علاء ناجي المولى (انجاز الجامعة بتصدرها التأثير البحثي العالمي، ما يعكس رؤية الجامعة في دعم البحث العلمي و تعزيز الجودة الأكاديمية)٬ على حد قوله٬ مؤكداً ان (ذلك يشكل حافزاً لمواصلة التميز والإبتكار في جميع المجالات العلمية)٬ من جانبه أشاد مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية٬ عباس طالب الهدابي (بالجهود المبذولة من قبل الباحثين و الملاكات الأكاديمية، ضمن التزام الجامعة بالتميز الأكاديمي).