الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تشكيلية لبنانية لـ(الزمان): الفن يدمج المعرفة بالعاطفة

بواسطة azzaman

تشكيلية لبنانية لـ(الزمان): الفن يدمج المعرفة بالعاطفة

 

بابل - كاظم بهيّة

قالت التشكيلية اللبنانية ريما شامل عوام في حديثها لصحيفة (الزمان) إن رحلتها مع الفن لم تكن صدفة بل كانت امتداداً لشغفٍ قديم باللون والتعبير، لتتوجها مؤخراً بالحصول على درجة الدكتوراه المهنية في العلاج النفسي بالفن التشكيلي. وأوضحت ريما، أنها وجدت في الفن وسيلةً لدمج المعرفة الأكاديمية بالعاطفة الجمالية، فبعد أن تخصصت في فن المكياج العادي والمسرحي والتلفزيوني، مضت لتتعلم الرسم على أيدي كبار التشكيليين، حتى تمكنت من أسرار التكوين واللون، وشاركت في معارض فنية متعدّدة داخل لبنان وخارجه، حاصدةً الجوائز والتقدير

. وأكدت أن الفن هو تنفيس نفسي قبل أن يكون جمالية بصرية، إذ يعدّ مرآةً لما يختزنه الإنسان من انفعالات وضغوطات، وهو كما تقولتعبير عن الداخل، وعن رغبة دفينة في إعادة التوازن للعالم”. وأضافت أن الفن وعلم النفس يتقاطعان عند حدود الروح، لأن اللوحة انعكاسٌ لحالةٍ شعورية، ولأن الألوان لغة اللاوعي التي تبوح بما لا تستطيع الكلمات قوله.

وبيّنت أن الواقعية كانت بوابتها نحو فهم الذات، إذ وجدت فيها مساحةً دقيقة للتعبير والتفريغ.

وقالت: “كنت أُعيد رسم التفاصيل مراراً حتى تخرج كما أتمنى، لأن الواقعية واضحة وصادقة، ولأنها تمنحني القدرة على أن أقول أكثر دون أن أتكلم.

وأشارت إلى أن الفنان كائن يتأثر بالواقع حتى في لحظات انغماسه في الخيال، موضحةً أن بعض أعمالها رمزية وأخرى تعبيرية، وأنها أحياناً تستلهم من صورةٍ أو ملامح وجهٍ فكرةً كاملة، فتبدأ اللوحة من انفعالٍ لحظي يتحول إلى حالة إبداعية متكاملة.

 مؤكدة أن المزاجية جزء لا ينفصل عن روح الفنان. ووصفت الحب بأنه الداعم الأقوى لمسيرتها الفنية إلى جانب إصرارها على النجاح، قائلة إن شغفها الدائم بالألوان وبتفاعل الجمهور مع أعمالها يمنحها طاقةً للاستمرار، مضيفةً أن الفن بالنسبة لها ليس مهنة بقدر ما هو شكل من أشكال الحياة اليومية

. وأشارت في ختام حديثها إلى أن أحلامها ما زالت تتسع كل يوم، رغم ما حققته من إنجازات، مؤكدةً أنها تطمح لتعلّم تقنيات جديدة وعرض أعمالها في أهم العواصم الفنية في العالم، لأن الفن ـ كما تصفه ـرحلة لا تعرف نقطة وصول”.   ويكشف هذا الحوار عن صورة الفنانة العربية التي تجمع بين العلم والإبداع، لتجعل من الفن أداة علاج لا ترفاً جمالياً. ويبرهن مسار ريما شامل على أن الطاقة الإبداعية يمكن أن تكون بديلاً عن الألم، وأن الألوان ليست مجرد ظلال، بل طاقة قادرة على تفكيك القلق وإعادة بناء الذات. ويؤكد حوارها أن الفنان لم يعد معزولاً عن قضايا النفس والمجتمع، بل صار وسيطاً بين الداخل الإنساني والعالم الخارجي. ويطرح نجاحها الأكاديمي والفني معاً أسئلة حول مستقبل العلاج بالفن في العالم العربي ومدى استثماره في مؤسساتنا الصحية والتعليميةوتبدو تجربة ريما نموذجاً لجيلٍ جديد من الفنانين الذين يرسمون الحياة لتشفى الأرواح، لا لتُزيَّن الجدران.


مشاهدات 127
أضيف 2025/11/01 - 12:28 AM
آخر تحديث 2025/11/02 - 7:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 214 الشهر 993 الكلي 12362496
الوقت الآن
الأحد 2025/11/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير