فاتح عبد السلام
على نحو متسارع ترد تأكيدات إيرانية كل يوم بأنّ حالة الحرب قائمة بالرغم من وقف إطلاق النار، وهو ما قاله نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، في مقابلة مع أكاديميين في طهران، قبل ايام: «علينا أن نكون مستعدين للمواجهة في أي لحظة، نحن لسنا في ظل وقف لإطلاق النار، نحن في حالة وقف الأعمال العدائية» فيما اضاف
الحرس الثوري على ذلك بالقول ان القدرات القتالية زادت في إيران عما كانت لديها قبل شهرين .
يبدو ان إسرائيل كانت تدرك ان إيران قد تزيد قدراتها الصاروخية التي اثبتت تأثيرها في ضرب اهداف إسرائيلية، وان إيران لديها خبرات متراكمة في هذا المجال التسليحي فضلا عن علاقاتها الخارجية القديمة. وما يقلق إسرائيل هو وصول أي دعم من الصين الى ايران في المجال الصاروخي الذي تتفوق فيه الصين بوضوح وسبق ان قدمت خبرات فاعلة الى الإيرانيين. التقارير المتداولة تشير الى تحذيرات إسرائيلية الى الصين بهذا الصدد.
القلق من إمكانية تجدد القتال بين إيران وإسرائيل قائم في تصريحات كلا الجانبين. غير ان اية جولة قتالية مقبلة لن تكون ذات اهداف نهائية في انهاء القدرات التسليحية الإيرانية، فذلك امر كبير على هجمات جوية من هذه المسافات البعيدة مهما كانت شديدة ومركزة.
هناك بالونات اختبار اقليمية لإيران، منها الموقف من نزع سلاح حزب الله في لبنان ، وكذلك الموقف من قوانين تدعم الفصائل الموالية لها في العراق. وفي حال ظهور مرونة إيرانية كما أعطت بعض تصريحات علي لاريجاني في زيارته الى بيروت في ان إيران لن تملي شروطا على احد، فإنه يمكن ان تنخفض نسبة التصعيد وتكون الحرب باردة وتحت السيطرة من الجانبين بحكم الاشتراطات والعوامل الدولية والإقليمية. أمّا اذا كان هناك تصعيد مفاجئ وظهر ذلك بالتزامن مع مواقف من القوات الامريكية في المنطقة فإنّ أيّ مواجهة عسكرية مقبلة بين إسرائيل وإيران ستكون تحت سقف سياسي يهدف الى تغيير في الخارطة السياسية الايرانية الداخلية.
الأجواء ملبدة ، وهناك صفحات غير مرئية.