الرقص عراقياً.. متواليات أهتزاز (الوسط) الإجتماعي

عادل سعد

•ان يثير رقص عفوي عابر لفتيات وشباب  المزيد من ردود الفعل المستهجنة فالأمر يستحق المناقشة .

•لقد تكررت مشاهد من هذا النوع خلال احتفالات تخرجْ اقامتها جامعات وكليات بأختصاصات متنوعة طغت عليها الافراح ومحاولات الامساك بتلك اللحظات السعيدة .

• لقد تعرضت تلك المناسبات العابرة إلى هجوم كاسح يقوده أشخاص  يزعمون الحشمة والدفاع عن الاصول  ويدعون الى  محاسبة  المرتّكبات   وتحميل عوائلهن مسؤولية سوء التربية ، على زعم أن ما حصل من الكبائر .

 •لقد نقل لي أحد المعارف أن عائلته دخلت في اكتئاب عام  اثر رقص ابنته خلال حفلة تخرجها من الجامعة ونُشرَ المحتوى على (الفيس بوك) ، وان أقاربهم  قاطعوهم ، بل ان شيخ العشيرة التي ينتمي إليها استدعاه الى المضيف  لكنه ترفع من تلبية الاستدعاء لأنه يعرف كم  هذا الشيخ أختصاص في الرذالة  والرقص على حبال  الجاه ، ولا يتورع من بيع ولائه  لمن يدفع مالاً أكثر .

•عموما كل الطالبات الجامعيات  العراقيات محكومات بمراقبة  الانا النفسي ، و بمراقبة أولياء امورهنّ ، بل وبمراقبةٍ اجتماعيةٍ اختصاصٍ في تبني المعايير المزدوجة ، وهناك مَنْ لايريد لهذه المشاهد ان تمر مروراً أعتيادياً فيقيم الدنيا ولا يقعدها مستدعياً كل صنوف التنديد والشجب  والإدانة في قصف بذيء لا يُبقي أية مفردات ذم الا واستخدمها في حين لا يتورع من التعاطي  بالاهتزاز السياسي فخراً زائفاً، وقرع طبول  الويل والثبور ضد أخرين في وصلات يتم تمريرها بالمزيد من الإمعان  ، مخرجاتها  خيانة الشرف والتماهي المقرف مع صفقاتٍ تجاريةٍ  بسوقٍ ملوثةٍ .

 •لقد انتشرت  معاهد تدريب الرقص في بغداد وبعض المدن العراقية الاخرى  وهي تتعرض الى مداهمات أمنية  بين حين وآخر ، بينما  ساحات التدرب على الرقص السياسي مفتوحةٌ  لأستقبال المزيد من المتطلعين لبراعة أشد من براعة فيفي عبده  

•الراقصون السياسيون بالنسخة العراقية اختصاص في هز (الوسط) الاجتماعي على امتداد وزوايا  وجيوب الحكم .

•سؤالي هنا من يستحق المحاسبة والعقوبة  فتيات وشباب أبرياء  رقصوا عفوياً ولمرةٍ عابرةٍ  واحدةٍ أم سياسيون ادمنوا الرقص على أنقاض المسؤولية

• تستطيعون ان تجدوا الاجابة  في أروقة الفساد الحكومي العام ، وكذلك في المطاعم المخصصة لعقد الصفقات .

•للحقيقة فحسب ، هناك الكثير من الثعالب اختصاص بالعبادات والورع  الزائف.