حرائق الكوت تبقى مستعرة
سناء وتوت
هفت هايبرماركت (الكورنيش) في الكوت، من تلقاء عجز النيران عن مواصلة الإشتعال، ولم تستطع الجهات المعنية إطفائها... بل لم تعنَ بإخماد اللهب الذي شب بالناس والحجارة.. يستعر.. منذ الساعة التاسعة ليلة الأربعاء 16 تموز الحالي، لغاية الثالثة من صباح الخميس، سيارة حوضية واحدة، كليلة الأداء.. ليست بحجم سعة إنتشار الحريق.. لا جيء بآليات إضافية ولا الإستعانة بالمحافظات القريبة وبغداد.
ظل الناس محصورين الى أن ماتوا إحتراقاً وإختناقاً، والمسؤولون المحليون في الكوت والوطنيون في عاصمة الدولة.. بغداد، متكئين الى الدعة والراحة والرفاه، لايعكرون صفاء نزواتهم الباذخة بشعب تقلقهم مشاكله.. بل العناية الإلهية هي المتكفلة بالعراق «إذهب أنت وربك فقاتلا.. إنا هنا قاعدون» كما لو سفينة غارقة، لا يسمع منها سوى آخر صيحة يطلقها القبطان وقد إنفلت الموقف من قيادته:
- لينجو من يستطيع النجاة.
ومن ينجو وسط زمن غارق في الموت، فالموت في العراق مهرجان؛ لأن هايبرماركت (الكورنيش) في الكوت سحق أكثر من ثمانين شهيداً وخمسة عشر مفقوداً ومئات المصابين، ولن يتم تلافي أسباب هذا الحريق؛ كي لا يتكرر في محافظة أخرى... الفساد يطبق فكي كماشتيه على الفاسدين أولاً وعلى الشعب الـ حول ولا قوة، وعلى ثروات البلد التي شتتتها النزوات اللا مسؤولة.. الـ... شاذة.
ما زال حريق الهايبرماركت يلتهب سعيراً في القلوب؛ لأن القرار الرسمي بصفاته القضائية والإدارية والسياسية، لم يتوصل الى آلية واضحة في محاسبة المقصرين.. تذبذب مقصود لتضبيب الموقف من مسؤولين تتوجب ملاحقتهم قضائياً، لكن من يلاحق (سوبرمواطن) فوق القانون وأعلا من دستور الدولة وأضل سبيلاً من فرعون وهامان وصالبي المسيح وذابحي الحسين، ففي كل عام نذبح الحسين ونصلب المسيح و... نبدد الدين والدنيا إحتراماً للفساد وحفاظاً على الدولة العميقة التي تخبئ ظلها وتفجر شرها كلما أرادت تشتيت إنتباه العراقيين عن قضية تحرجها، مثل خور عبد الله، الذي شغلت الرأي العام عنه بحريق الكوت، وإذا إستيقظ الناس من صدمة الكوت؛ يكون الخور قد آل الكويت، وواصل الموقعون على معاهدة الملاحة الكويتية في خور عبد الله، التمتع بما قبضوا من الجارة الكويت.
إنتحر وزير نقل ياباني؛ لأن طائرة سقطت نتيجة سهو مهندس عن فحصها قبل التحليق:
- كيف لم أحسن إختيار الموظفين المكلفين بواجبات ترتبط بها حياة الناس؛ فلأضع حداً لحياتي.
إين هذا الوزير ممن يتلهون بالمآسي التي يشغلون الشعب بها.. سلسلة متلاحقة.. جسر الأئمة وكنيسة سيدة النجاة وسيفور الكرادة وعبّارة الموصل وملعب كرة القدم في الحلة والتفجيرات اليومية طيلة المدة 2004 – 2008 وإحتلال (داعش) الدراماتيكي لثلثي العراق.. مصائب لو صبت الأيام صرن ليالي.