تصاعد الانتقادات لقيادة الحية
لارا أحمد
تشهد الأوساط الشعبية في قطاع غزة تصاعداً في الانتقادات الموجهة إلى خليل الحية، أحد أبرز قادة حركة حماس، بسبب النهج التفاوضي الذي تتبناه الحركة في ظل استمرار الحرب والدمار. وتزداد الأصوات التي تتهم القيادة بوضع بقائها السياسي فوق مصلحة الشعب، في وقت يعاني فيه المدنيون من القصف، والحصار، والدمار الذي طال كل مناحي الحياة.
يعبّر كثير من سكان غزة عن استيائهم من ما يرونه عزلة متزايدة لحماس عن واقع الشارع، وتجاهلاً للمطالب الشعبية بوقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية توقف نزيف الدم. يقول أحد المواطنين: “هم منفصلون عنا... ونحن من ندفع الثمن”. تعكس هذه العبارة حالة فقدان الثقة المتزايدة بين الشارع والقيادة، حيث يشعر كثيرون بأن الحركة تتخذ قراراتها بعيداً عن المعاناة اليومية التي يعيشها السكان.
ويتهم منتقدو خليل الحية وفريقه التفاوضي بالتشدد ورفض أي حلول وسط، ما يؤدي إلى تعقيد الأوضاع وتوسيع رقعة الدمار. ويرى مراقبون أن تمسك الحركة بمواقفها دون مرونة يفاقم من عزلة غزة، ويعرقل فرص الوصول إلى اتفاق يضمن الحماية للمدنيين، ويخفف من معاناتهم المتفاقمة منذ بداية الحرب.
في المقابل، لا يزال قادة حماس يؤكدون تمسكهم “بالثوابت الوطنية” ورفضهم لما يصفونه بـ”الاستسلام”، لكن مع تزايد الخسائر البشرية والمادية، ترتفع الأصوات المطالبة بمراجعة هذا النهج، ووضع مصلحة الشعب فوق الحسابات السياسية.
في ظل هذا الواقع المؤلم، يبدو أن أزمة الثقة بين الشارع والقيادة في غزة تتفاقم، وأن استمرار تجاهل المطالب الشعبية قد يؤدي إلى تحولات سياسية ومجتمعية داخل القطاع، قد لا تكون في صالح أي من الأطراف.