الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
محطات متميزة في تاريخ سينما بوليود الهندية.. الإنطلاقة الأولى بفيلم صامت عام 1913

بواسطة azzaman

محطات متميزة في تاريخ سينما بوليود الهندية.. الإنطلاقة الأولى بفيلم صامت عام 1913

 

بيروت - غفران حداد

كان للمنتج « دادا ساهب فالكي «الفضل في إطلاق أول فيلم صامت في بوليود «راجا هاريشاندرا»، في عام1913حول ملك أسطوري ضحى بإمبراطوريته وأسرته ليفي بوعد منه لأحد القديسين، ناقلا فكرة بوليود الجوهرية المتمثلة في انتصار الخير على الشر.

وقد عرض الفيلم في مومباي في مايو/أيار من ذلك العام ،   مرت سينما بوليود بمراحل عدة مهمة من تاريخها ففي عقد الأربعينات والخمسينات من القرن المنصرم برزت انطلاقة عدد من أفضل مخرجي الهند، مثل (محبوب خان ، راج كابور، غورو دوت ، بيمال روي) ، في أعمال قوية وملهمة تناولت مواضيع عدة، كأحوال المضطهدين وساكني الشوارع و هجرة القرويين وصراع الأمة الهندية الوليدة من أجل الاستقلال ومُواكَبة العصر . وشعبية بوليود عربياً وعالمياً تـأتي من كونها تتميز بالتنوع الذي يتسم به الإنتاج السينمائي في الهند، وهي أكبر مركز لصناعة السينما في العالم، إذ تقدم سنوياً أكثر من  2000  فيلم يترجم أغلبها إلى نحو 20 لغة واسهم في نجاح أفلامها انها تجمع بين الأغنية والرقص والرومانسية وما إلى ذلك ومنذ عقد سبعينات القرن الماضي ، تجاوزت الهند جميع الدول الأخرى من حيث عدد الأفلام المنتجة، إذ كانت تصدر فيلمين يومياً في المتوسط، أي ما يعادل خُمس الأفلام المنتجة في جميع أنحاء العالم تقريباً. وتحافظ صناعة السينما الهندية على إنتاج سنوي يراوح بين 800 و1000 فيلم , يُغذِّي ما يقرُب من 13 ألف دار عرض محلية وأحدَ عشر مليون مُشاهد يوميًّا. وفي عام 1957 الذي أنتج فيه فيلم «أمنا الهند» لم يكن عاما عاديا في تاريخ السينما الهندية، حيث تخلصت فيه من أفلام الفانتازيا والبطل الخارق البعيدة عن صراعات ومشاكل الهند، وجاءت اللحظة التي قلبت الموازين، وجعلت الفيلم الهندي يصل لمرحلة النضج، ويحقق جماهيرية فائقة ليس فقط بالهند بل على مستوى العالم، لقد فتح للفيلم كافة المهرجانات و كان أول فيلم هندي يذهب للأوسكار، وخلد كواحد من أهم 100 فيلم بإنتاجات سينما القرن العشرين.

ويحكي الفيلم قصة «راداه» تلك الفلاحة الهندية، التي جسدتها الفنانة الهندية «نرجس» كمكافحة تحارب من أجل لقمة العيش لتطعم أولادها في ولاية «جوجارات» غرب الهند، لقد جسدت «راداه» المرأة كمثال والأم القومية كرمز (الأم الهند) تصارع الإقطاعي المرابي الذي يحاول الاستيلاء على أرضها، بعد أن هجرها زوجها، ويعرض عليها الزواج مقابل أن يتنازل عن قرضه لها، لكنها تنهره وتبعده وتختار أولادها.

و من بين الأفلام الكبرى الناجحة في بوليود فيلم «شولاي»  ويعني بالعربية (الشعلة ) للمخرج راميش سيبي. وهو عملٌ كلاسيكي ، تم إصدار الفيلم في15 آب / أغسطس عام 1975، ويعتبر أحد أوائل الأفلام من نوعية «ماسالا» ، وأبطاله هم:دارمندرا ديول، سانجيف كومار، هيما ماليني، أميتاب باتشان، جايا بهادوري، أمجد خان. تم تصوير الفيلم في منطقة ذات تضاريس صخرية تعرف بـ رامانجارا في كارناتاكا بالهند، وتحول هذا المكان الي مزار سياحي على ذكرى الفيلم حتى الآن، تدور احداث الفيلم عن اثنين من اللصوص المعدومي الحال، تم استئجارهم للإيقاع بالطاغية الظالم جبار سينغ.

افلام الأكشن

تميزت السينما الهنديّة في عقد الثمانينات بأفلام الكوميديا و الأكشن ولعل أشهرها كان فيلم (كولي) وبالعربية معناه الحمال صدر في كانون الاول عام 1983، من إخراج منموهان ديساي وتأليف قادر خان. الفيلم من بطولة أميتاب باتشان في دور» إقبال أسلم خان» ، عامل السكك الحديدية، الذي انفصل عن والدته سلمى «وحيدة رحمن» بسبب هوس ظفر (قادر خان) بها. هذا الهوس يسبب تدمير عائلتها وانهيارها العقلي. بعد سنوات، يجمع القدر ابنيها إقبال وصني (ريشي كابور) وينطلقان لإنقاذ سلمى من أسر ظفر. كما قام ببطولته راتي أغنيهوتري وشوما أناند وسوريش أوبيروي وبونيت إيسار.

ونحن نقلب بعض من محطات السينما الهنديّة لا يمكننا ان نتخطى أحد نجومها في العصر الحديث، شاروخان، الذي يعتبر أسطورة عصره لذلك لقبته وسائل الإعلام الهندية بملك بوليود.  صحيح ان بداية المشوار الفني لخان في أواخر الثمانينات بظهوره في العديد من المسلسلات التلفزيونية الهندية منها  مسلسل الجندي  ومسلسل داريا ديل سنة (1988 و 1989) إلى غاية مسلسله التلفزيوني الأخير الأبله  سنة 1991، لكن طريق الشهرة له جاء بمشاركته الأولى في السينما  البوليودية من خلال فيلم (  ديوانا 1992 )والذي حقق به نجاحًا تجاريًا كبيرًا في وقت مبكر من حياته.

و في عقد الألفية وتحديدا في عام 2001 أصبح الفنان شاروخان يفضل البطولة الجماعية ويقدم المواضيع العائلية الإنسانية فقدم فيلم درامي رومانسي بعنوان «احيانا السعادة وأحيانا الحزن» ، سيناريو  و إخراج كاران جوهر ، ، ويحكي عن الترابط العائلي وأهمية العائلة والتلاحم بين أفرادها في المجتمع الهندي ، ويؤكد الفيلم على قيم إنسانية هامة وتقديس للعائلة واحتفاء بالتواصل المستمر بين أفرادها واعتماد أفرادها على بعضهم البعض، ومعايشتهم لبعضهم بشكل يومي في الأحزان والأفراح وشارك في البطولة نخبة من عمالقة كبار نجوم بوليود : أميتاب باتشان، جايا باتشان ، كاجول، هريتيك روشان، كارينا كابور وراني مخرجي.

والسينما الهندية  لا تشبه أي سينما ثانية، فهي ترغم محبيها على  الانغماس في الإيقاعات الغنية بالألوان والموسيقى والحركة والمشاعر والألعاب البهلوانية والمواضيع الإنسانية والإجتماعية ، مشوارها طويل ويصعب الحديث عن جميع أفلامها ونجومها، خصوصاً ان تلك السينما تضم تحت سقفها أكثر من ثمانية أنواع من السينمات، حسب اللغات المحلية في الولايات المختلفة أشهرها: الهندية، التولوغو، التاميلية البنغالية، البنجابية، المراثي، ، الكنّادا، المالايالام، وكل واحدة لها خصوصيتها المستمدة من تاريخ الولاية وثقافة بيئتها المحلية الإجتماعية وعاداتها وتقاليدها وآدابها وفنونها.

 

 


مشاهدات 9
أضيف 2025/07/21 - 2:46 PM
آخر تحديث 2025/07/22 - 12:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 49 الشهر 13956 الكلي 11167568
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/7/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير