الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غادة السمان : الكتابة كمعراج وجودي وتمرد أنثوي سايكولوجي


غادة السمان : الكتابة كمعراج وجودي وتمرد أنثوي سايكولوجي

دراسة نقدية بثلاث عدسات

( تحليلية  -  سايكولوجية  -  وفلسفية )

 عبدالكريم الحلو

⸻------------------------

 

  مقدمة العدسات :

( الكاتبة  غادة السمان  )

حين يصبح الشعر وطنًا، والحنين هوية :

-----------------------------------

* ما بين بيروت الدم والحبر،

* ودمشق الرمان والخرس،

* انبثقت غادة السمان لا كشاعرةٍ عابرة ولا كاتبةٍ على الهامش، بل كظاهرة وجدانية، نسفت الحدود بين الأدب والحياة، وكتبت بمداد الشوق ما عجزت الأوطان عن احتضانه.

 

* حين نكتب عن غادة السمان ، لا نكتب عن اسمٍ أدبيّ فحسب، بل نكتب عن امرأة أدهشت اللغة، وربّت الكلمات على كفيها كأنها عصافيرها الوحيدة،

* امرأة لم تكن تُحبّ كما يُحبّ الناس،

* ولا تكتب كما يكتب الشعراء،

* بل كانت ترجم القلب وتفتنه…

* ثم تجمعه حروفًا على هيئة نشيد.

 

* كل حرفٍ من إرثها القافي مطرٌ من نار، وحنينٌ من لهب، ونُبلٌ لا يُمسّ،

* أحبّت لتكسر، وهاجرت لتكتب، وعادت لتفضح الحب الذي لم يعد يشبه العناق.

 

* إنه امتناننا العميق لهذه الكاتبة التي وهبتنا أدب الاعتراف، وحرية البوح، وشجاعة الأنثى حين تتكلم لا كضحية، بل كرسولة وجدان.

* وشوقنا الكبير يتجدد كلما قرأناها، كأنها ما زالت تكتبنا، من حيث نظن أننا نكتب عنها.

 

* فكيف لا نشتاق إلى امرأةٍ جعلت من كل قصيدة بيتًا، ومن كل بيت وطنًا، ومن كل وطنٍ، وجعًا لا يُنسى…

 

العدسة الاولى :

الدراسة النقدية التحليلية :

------------------------

المقدمة:

--------

بين النص والذات المنفجرة :

-------------------------

* غادة السمان لم تكن مجرّد كاتبة سورية، بل هي زلزلة شعورية مستمرة في تاريخ الأدب العربي الحديث.

*

* قارئة لغتها تعلم أنها أمام كاتبة تعيش النص كمن يعيش زلزالًا وجوديًا، لا تُنهي سطرًا إلا وقد سكبت فيه نزيفًا من ذاتها، ومرآةً لمجتمعٍ مشوّه بالمحظورات، ومكبوت بالرغبات المؤجلة.

* فكيف نقرأ هذه الذات القلقة، المتأرجحة بين حنان الأنوثة وسطوة التمرد؟

* وكيف نتتبع خيوط الفلسفة التي تنسج بها غادة نصّها كمن ينسج ملامح وجوده في العراء؟

 

أولًا:

غادة السمان

 التأسيس لوعي أنثوي غير منمّط

-----------------------------

* في المشهد الثقافي العربي المأزوم بالصورة النمطية للمرأة، شكّلت غادة السمان ثورة على كودات “الأنوثة المؤدبة”.

* لم تكتب كضحية ولا كمجرد رمز للمأساة، بل كتبت كامرأة تعي جسدها، وتناقش رغباتها، وتضع موضع السؤال الموروثات الثقافية التي جعلت من الحب عارًا، ومن الحرية خطيئة.

 

“  أكره الحب

عندما يصبح واجبًا،

والوفاء

عندما يصبح قيدًا  ”

 

          غادة السمان

 

* إن غادة لم تخاطب المرأة فحسب، بل خاطبت الإنسان المقيد في جسد، العالق في مجتمعه، الباحث عن حريته خارج حدود القطيع.

 

ثانيًا:

التحليل السايكولوجي

 نصوص من اللاوعي المقاوم

-------------------------

* من منظور سايكولوجي، تمثل نصوص غادة السمان إعادة صياغة رمزية لندوبها الداخلية.

* تعاني شخصياتها من القلق الوجودي، وتضطرب في علاقاتها، وتعيش اغترابًا مزدوجًا: خارجيًا في مجتمع ذكوري، وداخليًا في صراع الهوية.

* الكتابة عندها آلية دفاع نفسي ضد الانهيار.

* البوح المستمر هو نمط من التفريغ العاطفي المتكرر.

* الغياب الدائم للأب ـ رمز السلطة ـ يعكس محاولة لتحطيم السلطة البطريركية.

* نجد أثر كارل يونغ واضحًا في تفكيكها للذات - الظل،

* وأثر فروم في فهمها للحب كتحرر لا كامتلاك.

 

ثالثًا:

الرؤية الفلسفية

 بين الوجود والعدم

--------------------

* الكتابة عند غادة ليست ترفًا،

* بل معراجٌ روحيّ لذات تبحث عن معنى وجودها في عالمٍ قاسٍ.

* تنتمي فلسفتها إلى تيار الوجودية الأنثوية؛ حيث تعيش شخصياتها في قلقٍ دائم، بلا يقين، تصطدم مع العالم وتبحث عن خلاص.

* ترى الحرية أعلى القيم الوجودية.

* تنبذ كل ما هو جاهز، موروث، جامد.

* ترفض “القدَر المُعدّ سلفًا للمرأة”.

 

في أحد نصوصها تقول:

 

“الحرية :

 أن تقول لا بصوت مرتفع،

لا للعبودية الجديدة،

لا لحبٍ يُباع ويُشترى”.

 

* هذا القول يضعها في مصاف سيمون دي بوفوار عربي، لكن بأدوات شعرية لا فلسفية مباشرة.

 

رابعًا:

الكتابة كعلاج  تحليل نفسي للأثر

 

* من الزاوية العيادية النفسية، تمثل كتابات غادة السمان نمطًا من العلاج بالكتابة (writing therapy)، حيث تعيد من خلالها إنتاج الحدث الصادم (الموت، الاغتراب، الفقد، الحب المأزوم…) وتضعه في قالب قابل للفهم والقبول.

* رسائلها إلى غسان كنفاني ليست فقط قصة حب، بل نصوص علاجية لفقدٍ لم يكتمل.

* مذكراتها في “الجسد حقيبة سفر” هي محاولة لترتيب الفوضى الداخلية من خلال السفر/الهروب.

* نصوصها الحُرّة مليئة بـ ميكانيزمات الإسقاط والتعويض والتحويل.

 

خامسًا:

المقارنة العالمية

 غادة السمان بين فرجينيا وولف

وسيمون دي بوفوار

----------------------------

* يمكن وضع غادة السمان على طاولة المقارنة العالمية بثقة:

* تشبه فرجينيا وولف في استبطان الذات والكتابة من الهامش.

* تتقاطع مع سيمون دي بوفوار في كسر قيود المجتمع الذكوري والنظرة الأنثوية للحرية.

* تتفوق على كثير من الكاتبات العربيات بجرأتها الأدبية واللغوية غير المساوِمة.

 

* ومع ذلك، تبقى غادة متفرّدة في صوتها، لأنها كتبت من الداخل العربي، وكتبت للإنسان العربي من قلب العاصفة، لا من فنادق المنفى.

 

خاتمة:

غادة السمان

 أن تكتب يعني أن تُولد من جديد

-----------------------------

* في الختام، يمكن القول إن غادة السمان ليست مشروع كاتبة،

* بل مشروع إنسان مقاوم.

* كتابتها هي فعل وجودي، ومواجهة يومية مع العدم،

* وتمزيق لصمت المجتمعات،

* وإصرار على أن تكون الكلمة جسرًا للعبور من القيود إلى المعنى.

 

* إنها كاتبة لا تسكن النص بل تتفجّر فيه، وتترك خلفها نارًا لا رمادًا.

* كتبت لا لتُعجب أحدًا، بل لتنجو من نفسها.

وغادرت المشهد وهي تهمس لنا:

 

“كنتُ أكتب

 لأنني لم أجد طريقةً أخرى لأتنفس…”

 

٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜

 

العدسة الثانية :

الدراسة السايكولوجية:

----------------------

" غادة السمان بين الحبر والجُرح"

الناقد  الدكتور عبدالكريم الحلو

⸻-------------------------

 

مقدمة :

-------

دراسة سايكولوجية

في الحب، الموت، الهوية، والانفصال

و تفسّر كتاباتها من منظور نفسي،

خصوصًا علاقتها بالحب،

 الموت، الهوية، الانفصال

 

* غادة السمان ليست مجرد صوت أنثوي جريء،

* بل مرآةٌ لعالم نفسي عاصف، يحمل في داخله تشظيات الذات المعذبة، وتمردات الهوية، وقلق الحب، وهاجس الموت.

* إن قراءة أدبها من منظور سايكولوجي يكشف عن طبقات من الانفعالات والمكبوتات والمعاناة، ليس بوصفها تجربة فردية فقط، بل كحالة وجودية تعانيها المرأة العربية في صمت، وتصرخ بها غادة علنًا.

 

أولاً:

الحب كجرح سيكولوجي دائم

---------------------------

* الحب عند غادة ليس عاطفةً وردية،

* بل جرح متوارث، تجربة مؤلمة ترتبط دومًا بالخسارة والانكسار والخذلان.

 

1. الحب والخوف من الاندماج:

-----------------------------

* غادة تكتب الحب كما تكتب الفقد. تقترب لترحل، وتحب لترتوي بالخذلان، كأنها تخشى الالتحام التام.

* فالحبيب دومًا متردّد، بعيد، مهدد بالغياب.

 

“أحببتك كي أتحرر منك لاحقًا…”

 

    - هذا التناقض بين الرغبة في الحب والخوف منه يُعرف نفسيًا بـ التعلق القلق - التجنبي.

 

2. الحب والتطهر من الذنب:

--------------------------

* تميل غادة أحيانًا إلى تعذيب الذات بالحب،

* كأنه طقس تطهيري من ذنب غير مُعلن. ربما هو الشعور العميق بعدم الاستحقاق العاطفي، المرتبط بصورة المرأة المستقلة التي “تدفع ثمن” تمرّدها بعزلة القلب.

 

ثانيًا:

الموت كظل دائم

---------------

1. الموت الرمزي:

----------------

* الموت عند غادة لا يقتصر على الفناء البيولوجي،

* بل يتخذ طابعًا رمزيًا:

* موت الحب،

* موت الوطن،

* موت اللغة،

* موت الحلم.

* إنها تكتب بوعي وجودي حاد، ترى فيه الفقد جزءًا من كل علاقة،

* والموت نهاية كل نشوة.

 

2. الموت كتوق للخلاص:

----------------------

* في بعض نصوصها، يطل الموت كرغبة دفينة للهروب من الضغوط النفسية، كأنها تكتب لتبقى، لكنها تراود الموت كعشيق بديل.

* هذا ما يُعرف بـ الدافع التنازلي اللاشعوري نحو التلاشي.

 

“أكتب لأبقى حيّة

بعد أن متُّ مرات عديدة

وأنا أنظر في عينيك.”

 

ثالثًا:

أزمة الهوية والانقسام الداخلي

---------------------------

1. صراع الذات الأنثوية:

---------------------

* غادة تعيش حالة انقسام داخلي بين الأنوثة الحرّة المتمرّدة، والأنثى الباحثة عن الأمان والاحتواء.

* هذا الصراع يتمثل في نصوصها بين لحظات القوة والتحدي، ومقاطع الضعف والانكسار.

 

“أنا مرآة ذاتي المكسورة،

لا أعثر على وجهي

 إلا في شظايا الألم.”

 

2. التمرد ضد الأب الرمزي:

-----------------------

* الهوية عند غادة قائمة على التمرّد ضد “السلطة الرمزية”: الأب، الدين، المجتمع، التقاليد، الذكر المهيمن.

* وهذا التمرّد هو محاولة لـ تحقيق هوية سردية بديلة، تصنعها بالكلمات لا بالانتماءات البيولوجية.

 

رابعًا:

الانفصال كحالة نفسية مزمنة

---------------------------

1. اللاانتماء المكاني والوجداني:

----------------------------

* غادة تكتب من المنفى، لا باعتباره جغرافيا فقط، بل كحالة وجودية.

* لا وطن، لا حبيب، لا عائلة.

* تعيش غربة داخلية مستمرة.

* هذا ما يُعرف في علم النفس بـ الاغتراب الوجودي.

 

“كل بيت مررتُ به،

كان مؤقتًا…

حتى قلبي.”

 

2. الانفصال كآلية دفاع:

---------------------

* تلجأ إلى الانفصال العاطفي عند الشعور بالخذلان، تُحوّل الألم إلى نص، والغصة إلى استعارة.

* وهذا يُعد آلية دفاعية ناضجة يُطلق عليها Sublimation – التسامي،

* حيث يتم تحويل المشاعر المؤلمة إلى إبداع.

 

خاتمة:

-------

* إن غادة السمان كاتبة تستمد وهجها من جُرحها.

* ليست مجنونةً بالحب بل مطعونةً به، ليست عاشقة للموت بل متصالحة مع فكرته، ليست تائهةً في هويتها بل تصوغها يوميًا عبر الكتابة.

* إن تحليل نصوصها سايكولوجيًا يكشف عن أن الإبداع ليس مهنةً عندها بل علاج نفسي طويل الأمد، تُمارسه لا لتشفى، بل لتستمر في الحياة رغم انكساراتها.

 

٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜٪؜

 

العدسة الثالثة :

الدراسة الفلسفية

" غادة السمان : أنثى تتفلسف بالتمرد"

 في الوجود، الحرية، الزمن، والآخر

الناقد الدكتور عبدالكريم الحلو

⸻-----------------------

 

مقدمة :

أنثى في مواجهة الوجود

----------------------

* غادة السمان لم تكتب كما كتبت النساء، بل كما تفلسف الوجوديون.

* كل عبارة منها تنطوي على احتجاج دفين ضد التفاهة، وكل موقف من الحياة هو ردّ فعل فلسفي عنيف على العبث.

* إنها لم “تنظر” إلى الوجود، بل “صرخته”، ولم تؤمن بالحقيقة الجاهزة، بل بالحيرة الحارقة.

 

* نصوصها ليست انفعالات أدبية، بل تجارب وجودية عارية، تجعل من الكتابة موقفًا كونيًا من الوجود ومن الشرط البشري ذاته.

 

أولًا:

الوجود كقلق دائم

------------------

* غادة ليست كاتبة تعالج التفاصيل اليومية، بل روحٌ تبحث عن معنى وجودها في عالم مفكّك.

* تقف على حدود العدم، في حالة تشبه قول سارتر: “الوجود عبءٌ، والعدم حرية”.

 

“أكتب لأن الحياة

لا تكفّ عن الانهيار من حولي،

ولا عن التهام روحي.”

 

* الوجود عندها مشروطٌ بالخوف، بالتساؤل، بالعزلة، وباللاجدوى.

* لذلك تشبه في فلسفتها كيركغارد حين قال: “القلق هو إمكانية الحرية”.

 

ثانيًا:

التمرد كجوهر فلسفتها

----------------------

* غادة لا تؤمن بالخضوع، لأنها تعتبر الانقياد نوعًا من الموت البطيء.

* تتمرّد على الأنظمة، التقاليد، اللغة الذكورية، وحتى على الحب عندما يتحوّل إلى قيد.

 

“لم أخرج من رحم أمي

 لأنحني لرجل.”

 

* إنها سليلة الفلسفة الوجودية في تمرّدها الخلّاق، وترتبط فكرًا بكتاب كامو “الإنسان المتمرّد”، حين يرى أن الإنسان لا يثور ليُدمّر، بل ليُعلن أنه موجود، وأنه يرفض عبثية العالم.

 

ثالثًا:

الحرية بين الحلم والخذلان

-------------------------

* الحرية عند غادة ليست مطلبًا حقوقيًا، بل حالة أنطولوجية.

* تريد أن تكون هي “ذاتها”، لا ما يفرضه الآخر.

* لكنها تكتشف أن الحرية أيضًا سجن من نوع آخر: إنها الوحدة، العزلة، غياب السند.

 

تقول:

“أردت أن أكون حرّة،

فصرتُ وحيدة.”

 

* في ذلك تُجسّد المأزق الوجودي الذي وصفه نيتشه: “الحرية العظمى لا تأتي إلا مع العزلة العظمى”.

 

رابعًا:

الزمن كعدو لا يُقهر

------------------

* غادة لا تتعامل مع الزمن كمجرى من اللحظات، بل كخصم ينهش الذاكرة والهوية والأنوثة.

 

في نصوصها الزمن:

 • إما لحظة حب لا تتكرّر،

 • أو زمن عربي راكد،

 • أو ساعة موت تلوح من بعيد.

 

“الزمن غدار..

يسلبنا ما نحب

ويترك لنا الحنين كجثة.”

 

* فهي تعيش فلسفة هايدغر حين اعتبر الزمن هو الشرط الأساسي لفهم الكينونة.

* وغادة تتعامل مع “اللحظة” كأفق خلاصٍ مؤقت من قسوة الماضي والمستقبل.

 

خامسًا:

الآخر كغريب وعدو وعاشق

--------------------------

* الآخر في فكر غادة هو دائمًا في موقع الالتباس.

* تحبه وتخشاه.

* تقترب منه لتثبت ذاتها،

* وتبتعد عنه كي لا تضيع.

 

- الآخر الرجل:

-------------

* موقع الصراع الأكبر. تراه مخلوقًا هشًّا إذا أحب، ومتسلطًا إذا امتلك.

* لذلك تختار أن تكون “المرأة الحرة”،

* لا “الزوجة الجيدة”.

 

- الآخر المجتمع:

----------------

* كائن قاسٍ لا يغفر للمرأة حريتها.


مشاهدات 104
الكاتب عبدالكريم الحلو
أضيف 2025/07/20 - 3:45 PM
آخر تحديث 2025/07/21 - 3:30 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 454 الشهر 13626 الكلي 11167238
الوقت الآن
الإثنين 2025/7/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير