قطار التطبيع العربي

عادل الربيعي

في الآونة الاخيرة ظهرت بعض التصريحات من مسؤولين وبثقة عالية جداً حول قطار التطبيع العربي . حيث يواصل مسيرته واندفاعة لكن هذه المرة ليس على مهل كما في السابق بل بسرعة قصوى يدهس كل من يقف امامة ويعارضه حيث ظهرت في قلب تل ابيب لافتة ضخمة رفعتها اسرائيل تتباهى بها من ركب معها القطار الامارات – البحرين – المغرب – السودان .. لكن الصدمة ان اللافتة خصصت مساحة لأسماء جديدة ليس فقط محمد بن سلمان كما اعتدنا واعتاد المحللون ان يلمحوا على محمد الجولاني الحاكم السوري الجديد رجل امريكا سلطان عمان والذي يتوسط بين واشنطن وطهران كذلك الرئيس اللبناني جوزيف عون والمقرب من السعودية . وربما من يعلم ان هناك اسماء اخرى حيث صرح المبعوث الامريكي ( ستيف ويتكوف ) نحن لا نخفي شيئاً اذ قال نحن على اعتاب اعلان كبير جداً على دول جديدة ستنظم لاتفاقيات ابراهام لان التطبيع لم يعد سؤال من- بل – متى .. والخطر من ذلك ان السفير الاسرائيلي لدى واشنطن ( يحيل لا يتر )  لمح على دولتين سوريا ولبنان قد يطبعان قبل السعودية نعم انها دمشق وبيروت وسط انقاذ الحرب والدمار وهما مرشحتان لرفع العلم الابيض مع تل ابيب والسؤال هل الجولاني في دمشق يمهد الطريق وهل الانهيار الاقتصادي يدفع بيروت للبيع وهل ستبقى الرياض خارج اللعبة طويلاً ام ان هناك رأي اخر حيث يقول ( ويتكون ) ان الهدنة مع ايران انقذت المنطقة من حرب لا نهاية لها والحقيقة ان الهدنة كانت الجائزة الكبرى لإسرائيل التي استغلت الوقت لترتيب البيت العربي من الداخل على مقاسها وعلى ما تريد .. انه مزاد التطبيع لان كل نظام له سعر وكل زعيم له توقيع . والشعوب العربية والاسلامية غائبة تصفق او تصرخ لكن دون جدوى لا احد يسمع قد يكون قريباً اعلان تطبيع جديد لكن من تتوقون الدولة القادمة هل هي كل الدول العربية حتى لو كانت بالخفاء وما هو الثمن ومن التالي يركب القطار ويسير على سكته دون توقف ...