6 لصوص و36 مليار دولار ومحاولة تستر
مارد عبد الحسن الحسون
بالمنطق الاخلاقي والاعتباري ،وبالاصول العشائرية النظيفة ، و بالمسؤوليات الاجتماعية والقيمية لمنظمات المجتمع المدني ووجهاء المحافظة ونخبها الاكاديمية، يصبح من الاصول ان يدعوالسيد محافظ السماوة الى جلسة حوارية يشارك فيها مندوبون من كل هذه الجهات لتدارس ذيول الفضيحة التي ضربت المحافظة من جراء الكشف التشخيصي الذي تولته هيئة النزاهة في وضع اليد على عملية الاختلاس في بلدية المحافظة
المبلغ المختلس ست وثلاثون مليار دينار ،(الأبطال) الذين ارتكبوا عملية الاختلاس ستة من موظفي البلدية .ومع كل ذلك لم تشهد المحافظة المطالبة بصدور براءة ذمة مجتمعية من هذه الجريمة النكراء وتعرية اللصوص .
إن التنصل منها يوفرفرصة أسترداد بعض كرامة النزاهه هناك
هذا هو الذي يجب ان يحصل، المحافظة ،افقر كل المحافظات العراقية وفق مؤشرات وزارة التخطيط والتعاون الانمائي ،والمبلغ المسروق كان يمكن ان يذهب لأصلاح الخدمات البلدية المتهالكة لولا بعض المنح المتكررة من الحكومة اليابانية .
لاحظوا المفارقة المخزية ، المواطن الياباني دفع ضريبة من اجل مساعدة سكان السماوة ، ونفر من سكانها يسرقون .
شؤون العشائر
مازلت اذكر بأمتنان المواطن العراقي الذي زارني في مقر عملي عندما كنت مديرا لشؤون العشائر .
كنت اتوقع انه صاحب مظلومية ، وانه يريد ان يكلفني بتوسط ما ،او لديه مظلومية معينة ، لكنه فاجأني بأن اساعده في طريقة يعلنها يتبرى فيها من أبنه الوحيد ، لأنه ارتكب جريمة مخلة بالشرف تتعلق بكسب مالي حرام مضيفا انه هو وزوجته يعانيان من ارق مزمن لا ينامان الليل وانه امتنع من اللقاء بالناس واعتكف في بيته للذل الذي لحقه من جراء ذلك
قال لي بالنص ( ارجوك اخي سيادة الفريق حررني من الخزي الذي لحقني ) .
كان الانهيار واضح من دموعه التي انهمرت مع ان دموع الرجال عصية على النزول .
أخي يا محافظ المثنى ويا رؤساء عشائرها ووجهاءها ويا نخبها الدينية والعلمية هل انتم قادرون على انضاج موقف تعلنون فيه براءتكم من هؤلاء اللصوص الستة اكراما لشرف المحافظة بل واضيف ان يعلن رؤساء عشائر المحافظة موقفاً موحداً يؤكدون فيه براءتهم من هؤلاء المختلسين
عليكم ان تعتقدوا ان عدم احتجاجكم في نسخة تحريرية على جريمتهم موقف تستر لا يجوز ان تقبلوا به .
أسالكم بالله ، ماذا تقولون للمواطن الياباني الذي دفع من قوت عائلته لمساعدتكم ؟
ماذا تقولون الى الاف الشباب العاطلين عن العمل ، وكيف يمكن لهذا المبلغ المختلس ان يوفر فرص عمل لو تم رصده من اجل مشروع استثماري ، بل ماذا تقولون لأطفال فقراء المحافظة الذين مازال بعضهم يمشون حفاةً .
انتم محاصرون الان بالفضيحة ، لا يكفي الكشف عن هذا الاختلاس واحالة مرتكبيه الى القضاء .
العدالة الشاملة تتطلب اصدار صك براءة منهم لأنهم يستحقون النبذ ليس إلا ،كما ينبغي الاعلان عن خطة لأنتزاع المبلغ الكلي منهم وفق الاصول القانونية وأعادته الى خزينة المحافظة .