الصوم ..الخير والتقوى

عبدالهادي البابي

في هذه الأجواء الرمضانية المباركة علينا أن نجعل روحيتنا تفيض بالحب على علاقاتنا ، ونعيد النظر في كل ماأنطلق فيه المستكبرون والضّالون والفاسقون ليملؤا قلوبنا بالحقد والبغضاء بعضنا على بعض وأرادوا لنا أن نكون أدوات بيد الآخرين الذي يريدون بنا الشر ويكيدون لنا صباحاً ومساءً ، فلنرجع إلى الله ونجلس في رحاب  الله ولنعرف أنفسنا ، هل نحن سائرون على طريق النجاة الذي أراده الله لنا ؟ وهل نحن في مستوى المسؤولية الشرعية والأخلاقية والوطنية الحقة في التصدي  لهذه  المشاكل والأخطار المحدقة في بلادنا ، والتي أتعبت شعبنا المكدوح منذ عقودٍ طويلة ..

إن الإرادة الأساسية من فريضة الصوم والتي أرادها الله لنا هو أن نصوم حتى نستطيع أن نحصل على التقوى ، فيكون الصوم طاعةً لله في نفسه بأعتباره إمتثالاً لأمر الله ، ويكون طاعة لله من خلال أنه يحقق للإنسان روح التقوى وعقلية التقوى في فكره وفي حياته وفي سلوكه ، وحتى يكون الإنسان المسلم  هو الذي يخاف الله ويراقب الله ويشعر بالله من خلال الصوم .فالله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نحقق من خلال الصوم كل هذا المعنى العميق من التقوى ، التقوى التي هي العنوان الذي يريده الله للإنسان أن يعيشه في حياته ، ليكون الإنسان التقي إجتماعياً وسياسياً وعسكرياً وفي جميع مجالات الحياة ، لأن لكلِ شيءٍ تقواه ، فللسياسة تقواها ولأدارة البلاد تقواها ولحالة السلم تقواها ولحالة الحرب تقواها ولكل مجالات الحياة في الإقتصاد والإجتماع لكلٍ منها تقوى أيضاً.