الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بين الإنتحال والتزوير.. الإمارات العشائرية العراقية

بواسطة azzaman

بين الإنتحال والتزوير.. الإمارات العشائرية العراقية

مارد عبدالحسن الحسون

 

ليست قليلة التصورات والمواقف التي هي بحاجة ماسة في الشأن العشائري الى التصدي لها والسعي الى تصحيحها بعد ان تعرضت القيم العشائرية الاصيلة الى التشويه ومحاولات عديدة لسحبها بعيدأ عن الواقع المطلوب  نتيجة الظروف السياسية والمصالح المتضاربة التي بعضها بأصابع ذات طبيعة مشبوهة خصوصأ مع التسارع في الاحداث وهي سرعة لايمكن خلالها التوقف للمراجعة أو السؤال الى أين نحن ذاهبين .  لقد لفت نظري ظواهر طارئة بدأت تغزو هذا الوسط الاجتماعي  طلبأ لجاه زائف ، أو حظوة معينة وادعاء الرفعة والمنزلة العليا على الاخرين تأسيسأ لحالة غير موجودة وقد تم تصنيفها على حساب الواقع والتاريخ وأعتقد ان بعض الذين نصًبوا أنفسهم أصحاب معرفة في الانساب قد زيفوا حقائق للترويج الى هذه الادعاءات .

ما أقصده ادعاء بعض رؤساء العشائر ان عشائرهم امارات وانهم امراء، ويروجون الى هذه البدع من الالقاب بتمويل اعلامي ممول خلافأ للحقيقة أصلأ، ان لي بحدود اربعين عامأ اتابع هذا الملف من محتوى وجودي العشائري المعروف ، ولأني أيضأ  توليت الاهتمام بهذا الملف بحكم مسؤليتي العشائرية مديرأ عامأ لشؤون العشائر في وزارة الداخلية مايزيد على اثنا عشر سنه وقمت بجولات ميدانية عديدة في الوسط العشائري وراجعت العديد من الدراسات والبحوث فلم اجد أيةَ مؤشرات سابقة عن هذا الكم الهائل الحالي من الزعم والادعاء بأسباغ لقب  ألامير على هذا الشيخ أو ذاك رغم ان أكثرهم مشكوك في ترأسهم لهذه العشيرة  أو تلك وقد دخلوا في منافسات غير شريفة لتغيير التاريخ والحقائق ولديهم صراعات معروفة مع أقاربهم في العشيرة الواحدة .

حضور اداري

 ان صفة الامارة ليس لقبأ يمنح وانما يكتسب بشروط واقعية اساسها العمق التاريخي العام والكثافة العددية وانها استطاعت عبر التاريخ ان تتميز بقدرتها الاجتماعية على ان تكون قوة استقطاب اجتماعي وحضور اقتصادي واجتماعي وقدرة متميزة في لجوء عشائر لها طلبأ لمشورة او مساعدة او حكمة في حل المنازعات التي قد تحصل مع حضور اداري ، بل ونظام سياسي واقتصادي كان يحكمها في العلاقات داخلها ومع محيطها العام، فأين ذلك من التوصيفات التي يحاول البعض اعلاء عشائرهم  من خلالها وكذلك انفسهم ماليس فيها ، انه الوهم الفارغ بادعاء الامارة والا هل يستطيع الذين يزعمون انهم امراء وان عشائرهم امارات ان يثبتوا ذلك ، وهل يعي هؤلاء ان زعمهم هذا يلحق الضرر بالوطن والمواطن .  لقد انتشرت الظاهرة وتنتشر الان مع وجود حساسيات مفرطة أزاء قضايا وحدة الوطن ووحدة المجتمع العراقي واذا كان المثل العربي يقول ( ركبها محددة ) فإن هؤلاء أسرجوا خيولهم ويريدون الترفع على العشائر الاخرى وهذا بحد ذاته يلحق ضررأ بليغأ بوحدة العشائر العراقية التي لايمكن ان يكون لها منهجأ مشرفأ الا منهج التضامن والكف عن ادعاء التميز عن الاخرين انسجامأ مع قوله تعالى ( وجعلناكم شعوبأ وقبائل لتعارفوا ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم ).

 لقد تأكد لي بما لايقبل الشك ان اغلب الذين يروجون لعناوين الامارات العشائرية هم من المشكوك في اهليتهم في الشيخة على الاخرين وهناك من ابناء العشيرة ما يشكك بتلك الاهلية وهم يذهبون بعيدأ في المنهج الادعائي ، فلقد مسكتهم مسك اليد خلال مسؤوليتي مديرأ لشؤون العشائر من خلال مستمسكات تاريخية واجتماعية ، وبعضهم اصحاب سوابق وتلاحقهم اتهامات موثقة ولذلك وضعت حدأ لمزاعمهم بل اضيف هنا انني تلقيت وساطات من سياسين لتسهيل مايدعي به اولئك الزاعمون ، لكن رفضت ذلك تنفيذأ لامانة المسؤولية الادارية التي اضطلعت بها.

انني اذ احذر من مغبة هذا التيار العشائري المنافق بأدعاء ( الامارة ) فان العمل الاجتماعي والحكومي يتطلب عدم الانجرار وراء ظاهرة كانت محكومة بزمن غابر عندما كان العراق يخضع لسيطرة الدولة العثمانية وكان الولاة العثمانيون يمولون سياسات  التشرذم والانشقاقات بين العشائر وكانو يحاولون تصنيع جاه لبعضها على حساب البعض الاخر وهكذا تشعبت الخصومات والصراعات داخل العشيرة الواحدة ايضأ . انني اجد ضرورة وطنية لازمة للنخب السياسية والثقافية في تفكيك هذه المزاعم الواهية وبذلك نحافظ على حقوق جميع العراقيين وسيادة التضامن والكف عن انتحال هذه الصفات التي عفا عليها الزمن .

ان الامارة الوحيدة التي ينبغي الدفاع عنها هي وحدة الوطن ووحدة المجتمع العراقي بعيدأ عن التنابز بالالقاب.


مشاهدات 398
الكاتب مارد عبدالحسن الحسون
أضيف 2024/11/16 - 12:33 AM
آخر تحديث 2025/04/19 - 3:55 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 407 الشهر 19064 الكلي 10899711
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير