لا أحد يتغيّر فجأة
مؤيد الصالحي
مضت سنواته نحو الأفول إلى حيز صغير على رصيف شارع المتنبي ، مثل عصفور يرى الماء في الكأس بحرا ، يلاحق احلامه التي لا تتوقف ، يخبئها بابتسامة ، لكنها تؤلمه جدا من الداخل ، يتخذ له كرسي خشبي صغير الحجم ، و منضدة متواضعة فوقها أوراق مبعثرة ، فبالامس كان قويا ، فأراد ان يغير العالم ، اما اليوم فهو حكيم ، لذلك شرع بتغيبر نفسه ، و ان قصائده التي يكتبها تجلس بين الفقراء و المساكين ، تقاسمهم الحزن و الجوع ، و قصيدته الأخيرة ، لقمة خبز يقدمها لهم كوجبة يومية ..