ولماذا التشكيك ؟
حسين الصدر
-1-
الأصل براءة ذمة مَنْ تعاشرهم مِنْ كُلْ زيف ودَجَلٍ حتى يثبت العكس .
-2-
والأدب القرآني أنْ ترد على التحية بتحيةٍ مثلها أو احسن منها ،
فحين يُبدي لكَ أخٌ من اخوانك الحُبَّ والمودة يتعين عليك أنْ تستقبل عواطفه بما يليق بها من التقدير .
-3 –
وهناك نظريات تقوم على أساس التشكيك بالنوايا، وتدعو الى عدم الاغترار بما يبدي لك اخوانُك مِنْ رقيق المشاعر ونبيل العواطف،
وقد صاغها احدُ الشعراء فقال :
اذا المرء أبدى فيك فَرْطَ محبةٍ
وبالغَ في بَذْل الودادِ وأكثرا
فايّاكَ أنْ تغتر مِنْ بَذْل وِدِّهِ
ولو سدَّ ما بين الثُريا الى الثرى
فما حُبَه للذاتِ فيكَ وانَما
لأمرٍ : اذا ما زال عنكَ تغيّرا
والسؤال الآن :
ما هو ذلك الأمر الذي يزولَ بزواله كلُّ ذلك التأكيد على المودة الخالصة والحب العميق ؟
والجواب :
إمّا ان يكون المنصب، وكثيراً ما يتملق أشباه الرجال الى أصحاب المناصب المرموقة .
وإمّا أنْ يكون المال والطمع في أنْ ينال اللعوب الكذوب شيئا منه .
-4-
ووجود ذي الوجهين في المجتمع لا يُبرر على الاطلاق تلك النظرة التشكيكية التي دعا اليها الشاعر لان الناس ليسوا جميعا من ذلك النمط .
وهكذا نخلص الى وجوب التأمل الدقيق والتمحيص الشديد لما يطرح من أفكار ونظريات، لئلا نقع في المطبات ونبتعد عن المسارات الصحيحة .
فزهدك في راغبٍ فيك مثلبة كبيرة يتحاشاها العقــــلاء .