صوت الناخب عظم لا ينهضم
عامر محسن الغريري
مع بدء العدد التنازلي لانتخابات مجالس المحافظات تزداد الدعاية الانتخابية وتحاصرنا صور المرشحين في الطرقات والمنعطفات واعلى العمارات وفي الازقة والدرابين وعلى اعمدة الكهرباء وامام المدارس وعلى جدران المستشفيات صور جميلة توحي بالوقار والإرادة والعزم على تحقيق طموح الناخب وتعده بالخير لكونها تدرك ان الناخب اليوم رقما صعبا وصوتا لا ينهضم بسهولة ويعرف ما تحت الغطاء اليوم يحكم الناخب العقل في الاختيار ولا يجري وراء العواطف والمسميات الدينية والعشائرية ولم يعد صوته رخيصا ولا يقبل المساومة وسيذهب لمن يضع تطلعات المواطن وطموحاته فوق مصالحه فقد ادرك الناخب ان العراق لا يبنيه إلااصحاب الارادة والمشروع الوطني ليرفعوا ماوقع عليه من حيف الحياة وظلمها واخفاقات جاءت نتيجة التصويت في سنوات خلت لأشخاص لا يستحقونها ايها المرشح صاحب اللباس الانيق وربطة العنق اللامعة ايها المرشح المحبوك بالعباءة العربية شوارعنا حفر ومطبات ومدننا تصرخ بالنفايات وانهارنا جفت واصبحت سراديب للجرذان والثعالب والحيات ومبازلنا من القصب باتت غابات واعمدة الكهرباء مائله اكلت قواعدها الاملاح والترسبات ومدننا بحاجة الى ملاعب ومدن العاب ومتنزهات اسواقنا بحاجة الى رجال مرور لا زيارات عابرة بالشهر مرات مدارسنا تقص بالاختناقات وجيوب اولياء الامور افرغتها الاستنساخات وصيدليات المستشفيات لا تعالج ابسط الامراض والعاهات ايها المرشح لا تجمع الاصوات لتعرضها في سوق المزايدات الناس بحاجة الى مرشح يوسع الفرح ويمسح الدموع والاهات الى مرشح يستحق منا ان نطوي المسافات لنضع صوتنا الغالي في صندوق الانتخابات.