لمن نقرع الأجراس
بغداد تختنق يا دولة الرئيس
هاشم حسن التميمي
عندما يغيب التخطيط الستراتجي وتوزع المناصب العليا في الحكومة على اساس المحاصصة والولاء وليس الخبرة والاداء فمن المؤكد ان تعم الفوضى وينتشر الفساد وتنهب المليارات ويذل المواطن وينتهك الوطن.
نقول ذلك ونحن نتامل الازمات الكبرى التي تجتاح البلاد ازمة سعر صرف الدولار انتشار الرشوة والمخدرات وضعف الخدمات والروتين وفقدان الرصانة في التربية والتعليم العالي وتخلف شامل لكل مرافق الحياة العامة وانعكاساتها على الحياة الخاصة. للمواطن .
والامثلة كثيرة ونتوقف اليوم عند ازمة المرور واختناقات العاصمة وهدر الوقت لمجرد الوصول والعودة من اماكن العمل او الدراسة وعجز الحكومة من ايجاد حلول جذرية واللجوء لحلول ترقعية وليس ستراتيجة وهي تعلم ان هذه الاختناقات تتسبب بالاحباط وضياع الوقت وحتى التنمر في قيادة المركبات.
نقول يادولة الرئيس بغداد تختنق والحل في تطوير النقل العام وفي مقدمة ذلك التعجيل بتوقيع عقود لمترو بغداد يعيد دفق الحياة ويؤمن راحة وكرامة المواطن وزيادة انتاجيته ولا عذر بشحة الموارر وبالامكان التعاقد مقابل. شحنات من النفط الخام وتحويل مخصصات الرئاسات والهيئات ومبالغ الايفادات لتمويل هذا المشروع الذي يؤمن انسيابية الحركة ويقلص نسب التلوث في الجو واحترام الوقت وتحسين الاداء ولعل من الغريب ان بغداد هي العاصمة الوحيدة التي تفتقد للمترو وكانت خططه موضوعة مطلع الثمانينيات وحتى بنغلاديش الفقيرة دشنت العام الماضي خطوط سريعة للمترو وتفتخر مصر وهي فقيرة الموارد بخطوط مترو تضاهي خطوط العاصمة الفرنسية باريس كنت اتمنى ان يمتلك السوداني الشجاعة ويضع مشروع المترو في مقدمة اولوياته بدلا من هزالة الانجاز في توسيع الشوارع.
والقرار الستراتيجي الاخر الذي يتردد السوداني باتخاذه خوفا من حيتان الفساد ايقاف استيراد السيارات والتكتكات والماطورات لخمس سنوات وترحيل القديم منها من العاصمة وحصر استخدام التكتكات في المناطق الشعبية وتبقى الاجراءات الاخرى تكميلية مع اهمية الانتباه لتدفق الهجرة لبغداد لاسباب اقتصادية وزيادة نمو السكان بما لا يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن وقدرات الدولة وهذه تحتاج لدراسات علمية وليس اجتهادات فنطازية من هيئات الراي والمستشارين.