محمد غني حكمت وحكاية عن تمثال المتنبي
قاسم حسين صالح
يعد الفنان محمد غني حكمت اول فنان عراقي تجد تماثيله في ساحات العراق وساحات عواصم عربية وعالمية ،ولهذ لقب بشيخ النحاتين..ما يميزه انه انشغل بالمنحوتات السومرية واستطاع باسلوبه الخاص ادخال الأسلوب الآشوري والبابلي والأكدي في اعماله ليوثق تاريخ الفن في حضارة العراق.
وكان يفترض ان يكون محمد غني حكمت ضمن فناني الجزء الثاني من كتابنا سيكولوجيا الفن التشكلي الذي حللنا في جزئه الاول شخصية واعمال جواد سليم. فالتقيته في منحته. كان يومها قد عمل نماذج للمتنبي لكي يعمل تمثالا له وكانت معروضة امامنا.. فتقصدت ان اتحدث معه عن شخصية المتنبي ..سيكولوجيا . ففهم قصدي ..وقال: قصدك ان هذه النماذج ما تمثل شخصية المتنبي؟ .اجبته : نعم بعضها تمثله..لكن هناك ما يمثله اكثر..واقترحت عليه ان يمد يد المتنبي بعلو وان يرفع راسه بشموخ....ليجسدان (تضخم الأنا ) لديه..الذي قتله!.
لا نعتب على حكومات عراقية انها لا تستذكر علماء وفنانين مبدعين كبارا، ولكن المفروض ان مدينة الكاظمية تحيي ذكرى محمد غني حكمت ، لأنه ابنها الذي ولد فيها عام 1929!