السفر إلى كندا
محسن حسين
للمرة الثالثة في حياتي اعبر المحيط الاطلسي في رحلة طويلة استغرقت حوالي 15 ساعة طيران و8 ساعات في المطارات.
يوم 31 اب 2016 سافرنا انا وام علاء الى تورنتو في كندا لقضاء فترة من الوقت مع ابنتنا الوحيدة زينة والحفيدتين العزيزتين ريم وديما.
في المرتين السابقتين كنت في عمل. العبور الاول للمحيط الاطلسي كان في الطريق الى المكسيك لحضور ندوة وكالات الانباء العربية ووكالات انباء امريكا اللاتينية 1981 والعبور الثاني كان للارجنتين لحضور مؤتمر مدراء وكالات الانباء العالمية.2010
اما هذه المرة فهي رحلة خاصة بعد ان قررت التقاعد من العمل الصحفي بعمر 82 عاما منها 60 عاما في العمل الصحفي المتواصل.
اعتقد اننا نحن العراقيين نمارس لاول مرة في تاريخنا الحديث الهجرة واللجوء والنزوح والتشرد ولا توجد عائلة عراقية ليس فيها قتيل او جريح او متشرد او مهاجر او نازح حتى بتنا نحتل المرتبة الاسوأ في كل شيء سيء. كان حال عائلتنا كحال غيرنا وبعد ان كانت العائلة مهما كان حجمها تعيش في بيت واحد ( في ستينات القرن الماضي كانت عائلتنا تضم 22 شخصا نسكن في دار واحدة في منطقة المأمون في بغداد.
واذكر يوم اضطرت ابنتي وعائلتها الصغيرة مغادرة بغداد قبل اكثر من عقد من الزمان قبلتها وقلت لها اظن ان هذه اخر مرة اراك فبكت وبكيت.
وما ان مرت سنوات قليلة حتى تشردنا في كل مكان ولي الان اخوات في مصر وليبيا وامريكا ولي اقارب في بريطانيا وفرنسا واستراليا وهولندا والسويد وكندا ولبنان اضافة الى الامارات العربية المتحدة حيث يقيم ولدي وانا معه.
ساعة مغادرتنا الامارات امس عانقتني صغرى احفادي ليلى (5 سنوات) قائلة [لا تروح ما اريدك تروح]. بكت بحرقة وفي المقابل استقبلتنا ابنتنا والحفيدتان مع فاصل من البكاء بفرحة لقاء قد لا يتكررفي ما تبقى من العمر.
ماذا نقول لمن تسبب في كل هذا وغيره؟. ماذا فعل العراقيون ليواجهوا كل هذه المصائب؟.
لمن نشتكي والشكوى لغير الله مذلة.