بغداد – هدير الجبوري
دعت أكاديميات وباحثات عراقيات وامريكيات بمشاركة باحثين في المؤتمر الذي نظمته جامعة روتجرز RUTGERS الأميركية بالتعاون مع جمعية الأمل العراقية، في بغداد، امس، حول المعرفة النقدية والدراسات النسوية في العراق، إلى تعزيز دور المعرفة المنتجة عن العراق والاستناد إلى نظرية وطنية، بدلا من الاستناد فقط إلى بحوث انتجتها مؤسسات البحث والتفكير في أوروبا والولايات المتحدة.
وتحدثت المشاركات في المؤتمر الذي حضرته نخب أكاديمية وبحثية من مختلف المحافظات العراقية من المهتمين بالبحوث والدراسات المتعلقة بالمعرفة النقدية والدراسات النسوية، عن المشكلات التي يعاني منها ميدان البحث الأكاديمي والإنتاج المعرفي في العراق الذي عانى من وطأة الحروب والعقوبات الاقتصادية التي كان لها تأثير عميق على كافة أنظمة التعليم.
واعتبرت باحثات إن الكم الأكبر من البحث العلمي حول العراق ومنذ العام ٢٠٠٣، غالبا ما ينتج من منظور العلوم السياسية ولدوافع تتعلق بصناعة السياسات، وقد أثر ذلك على المعرفة المنتجة عن العراق من حيث تقييد نطاقها وعمقها، وبرز العراق كميدان يتم فيه تطبيق ما تم صياغته في أوروبا والولايات المتحدة من نظريات، بدلاً من أن يشكل نطاقا لبناء نظرية معرفية جديدة.
ورأت ناشطات في الوسط الأكاديمي والمجتمع المدني المشاركون في المؤتمر، بان هناك حاجة ملحة لمعرفة نقدية معاصرة تفيد المجتمع وتتفهم حياة الناس اليومية.
ويهدف المؤتمر إلى تطوير أجندة بحثية في مجال العلوم الاجتماعية والدراسات النسوية في العراق، والتأمل في آفاق البحث العلمي في المجالات التي لم يتم دراستها بشكل كاف، مثل دراسات البيئة ودراسات المدينة وغيرها.
وناقش المؤتمر، سبل إرساء أجندة بحثية عراقية في مجالي العلوم الاجتماعية والدراسات النسوية، وتطوير المخيلة النظرية من أجل إعادة التفكير في العلوم الاجتماعية والتحديات التي تواجهها عمليات إنتاج المعرفة ومؤسساتها في العراق.
وقالت الدكتورة أسماء جميل رشيد ان بحثها الذي تقدمت به للمؤتمر يركز على قضية الانتاج المعرفي السوسيولوجي الذي يعاني من أزمة ونقص فيما يتعلق بالبحث النسوي، وان هذا النقص لا يقتصر فقط على عدد ونسبة الدراسات الخاصة بالمرأة بالنسبة لعدد الدراسات التي انجزت في قسم علم الاجتماع وانما يشمل ايضاً العجز عن تقديم المعرفة البديلة التي تشكل احدى المبادئ الراسخة في الفكر والبحث النسوي والتي تقوم على مراجعة المعرفة السائدة او المهيمنة ومحاولة دمج معارف النساء كباحثات ومبحوثات في بنية المعرفة من خلال ابستمولوجيا نسوية تقدم رؤية وفهم للمجتمع عبر عيون النساء وأصواتهن واستخدام تجاربهن كعدسة لفهم المجتمع.
وتحدثت الدكتورة إلهام مكي الباحثة في قضايا النوع المجتمعي المتخصصة في الانثروبولوجيا من جامعة القديس يوسف في بيروت عن تجربتها الشخصية كباحثة في قضايا المرأة والجندر (النوع الاجتماعي).
وأوضحت الدكتورة إرادة زيدان الجبوري الكاتبة والاكاديمية في كلية الاعلام جامعة بغداد، ان التحديات التي تواجه الدراسات النسوية في الاعلام هي تحديات بنيوية لها علاقة بالفكر الذكوري الذي يصعب عليه قبول هذه البحوث، وايضا النظرية الدونية للعلوم الاجتماعية والدراسات المتعلقة بالمرأة.
وقالت الدكتورة نهلة النداوي، المتخصصة بالشأن النسوي واللغة الجنوسية في الدستور، ان بحثها خلال المؤتمر كان عن تاريخ النساء العراقيات وينطلق من فرضية إن تاريخ النساء العراقيات لم يكتب بعد.
وقدم البحث مجموعة أسئلة عن وضع دراسات المرأة والتاريخ بالعراق.
وتحدث د. علي طاهر الحمود المدير التنفيذي لمركز البيان للدراسات والتخطيط عن تاريخ نشوء علم الاجتماع وعلاقته بالسلطة السياسية والتحديات التي تواجه البحث العلمي مثل تحديات العمل الجمعي والارتباط المؤسسي وأوامرية السلطة تجاهه بشكل عام والثقافة السائدة التي لا توافق على بعض الطروحات، واللا موضوعية في تناولها وأدوار اليسار تأريخياً في التعامل مع موضوعات تخص الدين والسياسة والعشيرة..
وقال المدير التنفيذي لجمعية الأمل العراقية، جمال الجواهر أن المؤتمر يعقد بعد مرحلة من العمل المكثف للجمعية في مجال إنتاج المعرفة والدراسات النسوية وأيضا دراسات السلام.