ورد في مقتبس لكلمة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتييريث ان معنى الاسلام يعني السلام ، ثم اردف ان احدى معاني الاسلام وباللفظ العبري شالوم ، تعني السلام وبسط السلام والمودة بين الناس
لا ادري كيف اشتق الامين العام هذا المعنى واي المصادر اعتمد في ذلك ، والاسلام هو من التسليم
Submission ومعناه المتفرد هو الخضوع لله ، وهو اسم جامع للملل الثلاث اليهودية والنصرانية والاسلام ، كما في قوله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، فان الدين عند الله هو الاسلام ، وهو التسليم بان الله واحد احد وفرد صمد ، خالق كل شي واليه يرجع كل شي، ولا ضير من الفهم المختلف لفكرة الله بين الملل، فلابد من ان يكون للملل فهم مختلف عن طبيعة الله وجوهره وقدرته وصفاته . المعضلة تتركز في النقص الترجمي الفقهي ، الذي يفسر الاسلام على انه سلام والقران نشيدا ادبيا ، فقد ورد في معجم بن فارس ان لفظة قرآن تؤخذ الفطنين قوران، وقرآن ، وان الاولى قوران ، فتدل على الاقتران ، حيث قرن القرآن ، وهو رسالة محمد – ص – الاحداث الكونية للنبوة وعمقها بشرائع الرسالة ، ولان الماراثون الطائفي جعل دراسة القران والفقه متزمتة وتستهدف الاخر المتشابه في الملة والمختلف في الفروع، فقد اصبحت اكثر البحوث الاسلامية المعاصرة مجرد صدى لاحاديث مستهلكة وتراث قصص عفا عليها الدهر ، وهو الامر الذي جعل اغلب المصادر تحشر الفاظا معاصرة ويحسبها المتلقون اصطلاحات قرانية فتسقط على معاني النص ككلمة امة والتي تعني السلوك في القران كقوله تعالى لقد كان ابراهيم امة، وكلمة شهيد ، والتي لا تعني من مات في سبيل الله بل الحاضر بشهادته عينيا ، والشاهد هو الذي يدلي بخبرته في الشهادة ، الى جانب معان مثل فتى وغلام وزواج ونكاح ومهر وصداق واجر وفريضة ، حيث يتجنب الشارع الفقهي وضع معاني دقيقة لكل اصطلاح بعيدا عن مبدا الترادف.
وبعد اكثر من ١٣ قرنا من ظهور مدرسة الترادف التي وضعت في عصر الدولة العباسية مازالت تلك المدرسة تثير الشبهات والاخطاء الكبرى في فهم النص الديني وتحليل الجذر اللغوي، وكما قدم ذلك مخلصا المفكر المصري حامد نصر ابو زيد والمفكر التونسي يوسف الصديق والمفكر السوري محمد شحرور والبروفيسور العراقي الدكتور فاضل السامرائي