وضع الجنرال الفرنسي ديغول وعيه العسكري وشرفه المهني قبالة عبارة ارهقت الطغيان الالماني بقوله: لو لم اكن فرنسا كلها ، اما وقفت امامك ، في المنعطف التاريخي حين تتاتى الفرصة المثلى لولادة الرجال الحقيقيين ، رجال المعاني الانسانية فحينما بكى اليونانيون فقرهم ، بعد ارثهم المعرفي الشامل
لم يكن امامهم سوى استعادة ارسطو وافلاطون وجبال اولومبيا .
وهكذا نعى العرب كلهم مجد بغداد النادر ، الذي امتد لقرون محققا الوعي الانساني والولادات تلو الولادات في ميادين الفلسفة والتشريع والفن والادب والقدرات العسكرية . ولم تك اميركا حديثة العهد حين رحل اليها الاوروبيون الهاربون من جحيم الفقر وسلطة الكنيسة حيث وصلوا اميركا على انهم المتكاملون معرفيا، وعلميا ليؤسسوا اول حضارة محدثة هجينة القومية، لكنها موحدة المطامع والتطلعات ، ولم يكن امام كوريا الجنوبية، الا ان تزيح ثقلا امتد لقرون من الفقر لتمحو الى التكنولوجيا المتقدمة تاركة كوريا الشمالية في محيط من الفقر والجوع والتخبط القومي وبزوغ اصنام الديكتاتوريات الحارقة الماحقة .
وكذلك فقد صهرت وبددت ودمرت روسيا مليارات وثروات وكنوز لا تعد ولا تحصى ، حين تبنت سياسات الجدل القومي والمواجهات العرقية وتبنت ايديولوجيا مدمرة خانقة جعلت من الشعب الروسي شعبا فقيرا معدما بين امم العالم، وهي من تغذي اوروبا والعالم بالبترول والغاز والمعادن والمنتجات الزراعية والاسلحة والخبرات العلمية والثقافية ، انه نواح الشعب الروسي الذي بكاه مايكوفسكي وبوشكين ويسنين والذي جعل من روسيا القيصرية فالشيوعية فالبوتينية ، امة موت وقتل وفناء ومواجهات
بكاء الامم يحيل مصر التاريخ الى دولة فقيرة يهرع ابنائها الى الاردن والعراق والخليج طلبا للعمل والعيش البسيط
ومن النواح المرير نزوح الشعبين العراقي والسوري الى ارض الله البعيدة طلبا للامن والحرية ولقمة العيش ، حيث تطفو جثث المهاجرين عبر المحيطات المتجمدة .بكاء الامم في بكاء شعوبها المنكوبة في قاداتها الذي لا يستطيعون الفرار من كماشة التاريخ السلبي ، او التاريخ الدموي الذي يخيل اجيالا اثر اجيال الى مجرد رعاع وفقراء ومجرمين وحالمين خارج مديات الحلم الانساني. والاخطر هو الطغيان الشوفيني الديني والتطرف المذهبي وتحول الغالبية من المصلحين الاجتماعيين الى وعاظ وتكفيريين وارباب فتاوى لقتل اخر ما تبقى في بلاد العرب اوطاني ، لتتحول الى بلا الموت تنساني