أنصفوا صاحب القلم المثمر
وليد عبد الحسين جبر
احببته منذ الصغر وقرأت له بعضا من كتاباته اثناء دراستي الثانوية، أذ بدأت كتبه القريبة من النفس بفكرها وصغرها وجمال اسلوبها تجذبني الى ساحة الفكر والمطالعة، فرحت اتلقفها بلهفة لازلت اذكر لذتها ، فقرأت له " الشيعة والحاكمون " و" الحسين وبطلة كربلاء " و " هذه هي الوهابية " و " الله والعقل " و " المهدي والعقل " ، ثم كبر حبي له وازداد اهتمامي به حتى اقتنيت له " التفسير الكاشف " و " في ظلال نهج البلاغة " وظل يعيش في داخلي مصدرا معرفيا ، حتى احببته اكثر حينما قرأت مذكراته الشيقة " تجاربي مع الحقيقة " وكنت مقصرا معه طيلة زياراتي الى مرقد امير المؤمنين عليه السلام، أذ لم اكلف نفسي عناء زيارة قبره الشريف داخل الصحن الحيدري المبارك ، حتى عزمت على انهاء هذا التقصير في احد الزيارات ورحت اسأل القائمين في المرقد العلوي الشريف عن مكان قبره ، بعضهم كان من البسطاء الذي يجهل اسمه اصلا ولا يعلم بوجود قبره ، وبعضهم اتصل وسأل الاخرين كي يساعدني في العثور عليه ، حتى اهتديت بعد سؤال عدد منهم الى قبره في ايوان داخل صحن امير المؤمنين " ع " الا انني لم اجد علامة خارجية دالة عليه ولو اسمه المبارك على قطعة خارجية الا يستحق هذا المفكر العظيم صاحب القلم المثمر الذي انتج للفكر الاسلامي الاصيل عشرات الكتب وساهم في توعية الالاف ، انه العالم الفاضل ذلك الرجل الفقير جدا القادم من لبنان ليكون بجهده ومثابرته وعلمه علما بارزا في العالم الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله لذا نتمنى من الأحبة في العتبة العلوية الاهتمام بمرقده الشريف وتسليط الضوء على كتابات وفكر هذا الرجل فقد آن الاوان لأنصاف العظماء وعدم تغييب مشاهدهم وافكارهم فنحن في عصر اصبح فيه العالم قرية صغيرة ولا يخفى على بنيها اية خافية ورسالتنا الى الشيعة الحاكمين ان ينصفوا من اظهر مظالمهم ودافع عنهم وبرز دورهم في كتابه الشهير " الشيعة والحاكمون " .