عبد الحسين شعبان في محاضرة عن أزمة اليسار.. هل جاء الإعتراف متأخراً ؟
عكاب سالم الطاهر
في الخامس عشر من الشهرالجاري ،استضافت مجلة ( قضايا سياسية ) ، وهي مجلة علمية محكمة تصدرها كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين .. استضافت المفكر العراقي اليساري الدكتور عبدالحسين شعبان ، في محاضرة عن ( اليسار .. ازمة الفكر ومعضلة السياسة ) . وأمام حضور نوعي ، وتقديم من الدكتور عماد الشيخ داود ، رئيس تحرير هذه المجلة، تحدث الدكتور شعبان عن ازمة اليسار العالمي والعربي والعراقي.
وبداية نقول ان الجهة المنظمة لهذه الاصبوحة كانت موفقة باستضافة الدكتور عبدالحسين شعبان ليتحدث تحت هذا العنوان . فهو من صلب منظومة اليسار. عاصر انتصاراتها وكبواتها. ويرى متابعوه وراصدو نشاطه ، انه انتهج طريقاً مستقلا في التفكير. لم يغادر فيه منطلقات الفكر اليساري ، لكنه دعا الى ، وبشر بمراجعة نقدية لمسارات هذا اليسار .
من هو ؟
جاء في الصفحة ( 472) من الجزء الاول من موسوعة (اعلام وعلماء العراق ) تأليف
الباحث الراحل حميد المطبعي ، ومنشورات جريدة الزمان ..
جاء ما يلي :
ناشط في حقوق الانسان . مفكر انساني . ولد في النجف عام 1945. وفيها تأدب في مجالسها الادبية. حصل على بكالوريوس اقتصاد من كلية الاقتصاد بجامعة بغداد . وأكمل دراسة القانون وحصل على الماجستير والدكتوراه من اكاديمية العلوم في تشيكوسلوفاكيا .
جاب العالم وشغل العديد من المناصب في هيئات دولية واقليمية . منها امين عام اللجنة العربية لدعم قرار الامم المتحدة (3379). ويحمل عضوية عدد من المنظمات الانسانية والصحفية والفكرية في العالم .
ابتدأ مجاهداً مع القوى اليسارية في بلده ، منذ شبابه . فحوصر ولوحق حيثما رحل. نشر عشرات المقالات في صحف عربية ودولية . وله اكثر من عشرين كتاباً في القانون والسياسة وحقوق الانسان . وتميز بموسوعية قانونية ثقافية . جدلي العلاقة .ومع ان هذه الموسوعة قد صدرت منذ عشرة اعوام ، الا ان محتواها لا يحتاج لتحديث أساسي .
لذلك كان ما كتبه المطبعي في موسوعته تعريفاً من موقع رصد قريب لشخصية يعتز المثقفون العراقيون عامةواليساريون خاصة ، بها وبعطائها وحضورها.
الزلزال السوفيتي
بداية قال الدكتور شعبان بانه ليس ماركسياً ، لانه ينتسب الى فكرة ومنهج ، وليس الى شخص . وادان في سياق محاضرته عبادة الفرد .
وقدم تفصيلاً عن الزلزال السوفيتي . والمقصود بذلك تفكك الاتحاد السوفيتي .
وعرف اليسار . ويرى ان العقيدة والعقائدية تفضي الى الجمود .
وكما فهمتُ من محاضرته ، وكنت مستمعاً ، واعود الان الى الملاحظات التي دونتُها ، فان السيد المحاضر تحدث بتفصيل وبألم عن أخطاء اليسار في الساحة العربية ، وخاصة اعطاءها الأ عن أخطاء اليسار في الساحة العربية ، وخاصة اعطاءها الأولوية للالتزام الاممي ، على حساب الموقف الوطني. وضرب مثلا على ذلك بموقف اليسار من تقسيم فلسطين وقيام دولة اسرائيل.
المداخلات
بعد ان استغرق وقت المحاضرة ما يزيد قليلا عن ساعة . فتح باب النقاش والمداخلات.وفي مداخلته ، اشار الدكتور حافظ علوان حمادي ، رئيس جامعة گلگامش الاهلية ، الى ان ازمة اليسار هي ازمة قيادات وليست ازمة فكر.
كما تقدم زميلنا الصحفي الدكتور طه جزاع بمداخلة اشاد فيها بالسيد المحاضر وفي ما جاء بمحاضرته. مؤكداً انها محاضرة رائعة
قدمت رؤية واقعية لازمة الفكر اليساري ومعضلة السياسة .
وفي مداخلتي ، وكنت ثالث من تحدثوا ، اشرت الى ان الدكتور شعبان تحدث عن اليسار ويقصد الاحزاب الشيوعية ، بينما
هناك يسار قومي ويسار اسلامي. حيث صدر للكاتب المصري احمد عباس صالح ، كتاب تحت عنوان : اليمين واليسار في الاسلام .
والى حد ما اختلفت مع الدكتور شعبان. لان الأخطاء ، كما أراها ، تطبيقية وليست في المنطلقات النظرية.
وان المطلوب هو المراجعة وليس التراجع. بينما نلمس التداخل بينهما. ولم يمارس الدكتور شعبان نقدا تجريحياً للماضي يتسم بجلد الذات ، كما فعل غيره. بل كان متوازناً وموضوعياً في ما طرحه. ويحق لنا ان نتساءل : هل جاء الاعتراف بالأخطاء وبضرورة
المراجعة ، متأخراً ؟!.
الملاحظات
1- كان الحضور نوعياً . وقدم بعض رفاق واصدقاء الدكتور عبدالحسين شعبان .منهم النجفي السيد عبدالواحد الرماحي .
2- كان حضور طلبة كلية العلوم السياسية جزئياً ، خلافا لما هو مطلوب ومتوقع .
3- حضرت ، فقط ، فضائية التعليم العالي.