إلهي
حسين الصدر
-1-
من أجمل الحديث وأحلاه حديث العبد الشاكر مع ربه حيث تعبق فيه نفحات الحمد والشكر بعيداً عن الشكوى .
-2-
ومن ذلك قول الشاعر ( محمد بن إبراهيم ) ( ت 739 هـ ) مخاطبا رب العزّة :
الهيَ قدْ أعطيتَنِي ما أُحِبُهُ
وأطلبُهُ في أمر دنيايَ والدينِ
وقطّعْتُ عن كل الأنام مطامعي
فنعماك تكفيني الى حين تكفيني
ولقد صدق فالاطماع هي التي تفتك بصاحبها وتجعله في لهاث دائم وراءها، وقد لا ينال منها الاّ القليل .
أما القانع فانه في منتهى الوداعة والرضا ، وفي منتهى الحمد والشكر لمن أفاض عليه النعم .
تجده من الحامدين الشاكرين وليس من المتسخطين المتبرمين .
والجميل هنا :
انّ الشاعر يقرن أمر الدنيا بالدين ، حيث لم يغفل عن المتطلبات الدينية
هذه من جانب .
ومن جانب أخر فانه لا ينسى الرحيل المحتوم المؤجل عن سطح هذا الكوكب فتراه يذكر ( التكفين ) حيث لا يكفن الاّ الموتى .
وهكذا نجح الشاعر في اختيار القناعة منهاجاً حياتيا ،
وفي التوازن بين حاجات الدنيا وحاجات الاخرة .