الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المزاجيون مرضى بإمتياز

بواسطة azzaman

فم مفتوح .. فم مغلق

المزاجيون مرضى بإمتياز

زيد الحلي

 

في الصباح حين تقابله ، تراه باسما ، هاشا باشا ، يسمعك احلى العبارات ، وحين تمر ساعات النهار تراه متجهما ، عابس الوجه ، عيناه غائرتان .. اين اختفت ابتسامته ، واين تاهت عبارات الود ؟

هذا المشهد ، يتكرر دوما ، نجده في البيت وفي اماكن العمل ، وفي اروقة الجامعات وفي المصادفات العامة ..فهل الامر مزاجية طارئة تصيب المرء في احدى مراحل حياته ، ام هو مرض يتأصل ، ولا يمكن الفكاك منه .. لا اظن  ان باستطاعتي الاجابة على هذا التساؤل.

ان التقلبات المزاجية حالة اجتماعية مقلقة ، تجدها مرة بيضاء ، تحمل من النقاء والطيبة الشيء الكثير ، وفي مرة ، تلمسها تحولت  الى سواد ، وظلام مدلهم ، وعداوة قاسية ، وعندها تبدأ عقارب الساعة الوجدانية ، تتصارع مع ذاتها ، ويتحول الهدوء المتسم بالدعة ؛ إلى عاصفة هوجاء تسحق كل شيء امامها. من المؤكد ان الشخصْ متقلب المزاج ، صعب التعايش معَه، وصعب إرضاءه لأن طباعه و نفسيته لا تكون ثابتة ، وزاوية انقلابه منفرجة … يصعب تحمله.

في سيرورة حياتنا اليومية ، نلاحظ ان البعض يعيش حالة من الفوضى المزاجية يصعب عليك أن تفسر الكثير من تصرفاته ؛ أو حتى طريقة تفكيره أو أسلوب حياته، فتراه يتقلب بين انسان حميم إلى عدوٍ لدود، يتغير بين ليلة وضحاها، يخدع عينيه بالسراب الذي يخلقه من صحراء خياله المقفرة، ليس فيها لا شجر ولا حجر، لا يملك مشاعر تقرب إحساسه بالآخرين. يحمل في نفسه أكاذيبا من نسيج خياله  صنعتها نفسه .. انه رجل كبير بعقل صغير.

المزاجيون يلبسون دوما ثوب الكذب ، وهو من خصال المنافق، فما أن تحصل بينك وبين احد المزاجيين  مشكلة حتى يتحول من صديق  إلى عدو، ويبدأ في كيل التهم عليك ، فالمزاجيون ( شطار)  في العداء ، وجرح الآخرين بالتشويه والنميمة .

ان الحياة الرغيدة ، تبنى وتزدهر بالصدق والاسلوب النقي بين من نعيش معهم ، فإن وجد كل ذلك وجدت سعادة الحياة الخالية من المزاجية ، وتقلب النفسيات .

 

Z_alhilly@yahoo.com


مشاهدات 121
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2024/10/12 - 1:13 PM
آخر تحديث 2024/10/19 - 12:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 389 الشهر 7923 الكلي 10037646
الوقت الآن
السبت 2024/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير