ما وراء الليطاني
خليل ابراهيم العبيدي
يتسابق الغرب ومن قبله إسرائيل نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006 ، الذي يدعو حزب الله للانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني شمالا ، حيث تصل نيران الحزب بسهولة تامة إلى المستعمرات الإسرائيلية المقامة في شمال إسرائيل ، والمعروف أن تبادل النيران عبر الحدود يتم عن طريق الصواريخ أو مؤخرا بواسطة المسيرات في حين أن لإسرائيل تفوقا عارما بالسلاح التقليدي اضافة الى سلاح الطيران ، ويعرف الحزب أن عودته يعني خسارة قواته لمسافة استراتيجية تبعده عن العمق الإسرائيلي ، ووفقا لمنطق احترام قرارات مجلس الأمن ، فإن للمجلس قرارا قديما برقم 242 لعام 1967 الذي يدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران ، وإذا كان الأمر متعلقا بالالتزام القانوني بما يصدر عن الأمم المتحدة ، أليس الأجدر بإسرائيل الخضوع لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947 القاضي بقيام الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل .
أن سبب كل هذه الحروب مصدره إسرائيل ، فهي اضافة الى عدم الاعتراف بدولة فلسطينية وفقا للشرعية الدولية ، تقوم بقضم أراضي الضفة الغربية وإقامة المستوطنات اليهودية عليها ، وهي الأفعال التي كانت وراء قيام هجوم حماس على القوات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر عام 2023 ، عليه فإن العالم وفقا لما هو حاصل على أرض الواقع يهتم بالنتائج ويترك الأسباب ، فلو كان العالم قد وضع لتصرفات إسرائيل حدا دوليا شرعيا لما كان القرار رقم 1701 الذي يفرض على حزب الله التحرك نحو مواقع داخل بلاده ، وهو قرار
لم يطلب من الطرف الآخر التحرك نحو الداخل عملا بمبدأ المعاملة بالمثل ، والسؤال الاهم الان هو لماذا لا يطلب المجتمع الدولي من إسرائيل تنفيذ القرار 242 الذي لو تم تطبيقه لما كان قرار الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني