وزارة التعليم...الاستحداث والانفجار السكاني
سعد جهاد عجاج
بطبيعة الحال تتطور الشعوب وتنمو وتتكاثر تبعا للتطور العالمي والطبيعة البشرية على التوالي ولكن الامر ربما يختلف نوعا ما في المجتمعات الشرقية عن مثيلاتها في المجتمعات الغربية. لو اخذنا المجتمع العراقي كانموذج للمجتمع الشرقي فان نسبة النمو فيه عالية جدا حسب الطبيعة البشرية التي تعكس التقارب الاجتماعي والعلاقات الاسرية وهذا الامر يفرض على المؤسسات ان تتعامل مع هذه الظاهرة بما يتناسب وعدد السكان لا ان تقف مكتوفة الايدي مكتفية بما موجود. لو اخذنا وزارة التعليم العالي وعلى مستوى العاصمة بغداد فضلا عن بقية المحافظات لم تشيد بناية واحدة لجامعة حكومية كجامعة بغداد منذ الاحتلال عام 2003 ولحد الان ولم تتماشى مع الزيادة السكانية والانفجار السكاني. كان عدد السكان آنذاك 20 مليون نسمة وكانت الجامعات بالكاد تستوعب اعداد الطلبة مع وجود خطط للتوسعة ومنها قطعة الارض التابعة لجامعة بغداد قرب مطار بغداد بمساحة 2700 دونم. اما الان ونحن على اعتاب عام 2025 وعدد سكان العراق قرابة 45 مليون نسمة فان وزارة التعليم تحتاج فعليا ما لا يقل عن عشر جامعات مستحدثة وبتخصصات متنوعة لاستيعاب هذا الكم الهائل من الطلبة. ما تقوم به الوزارة هو القاء الكرة في ملعب الجامعات الاهلية التي خففت الضغط على الوزارة وجنت اموال طائلة من الاستثمار في التعليم والنتيجة يدفع ثمنها الطالب واهالي الطلبة ناهيك عن المستوى المتدني للتعليم في بعض الجامعات. واقع الحال لا يبشر بخير وهو كمثل راكب ينتظر باص المصلحة الحكومي الذي ياتي مرة واحدة في اليوم وحين يصل يجده ممتليء بالركاب فيضطر لان ياخذ تاكسي ويدفع ما في جيبه. لابد من الاستدارك سريعا ومعالجة الوضع وانشاء جامعات حكومية بدل ان ينشئها تجار لا يهمهم سوى جمع الاموال ولا اظن الامر صعبا اذا توفرت النوايا الصادقة وخير دليل ما فعله السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال سنة واحدة من جسور وطرق وانفاق عجز عنها من سبقه وكلها بقرار واحد وشخطة قلم ونية صادقة.