الضوضاء في القاعات الإمتحانية

لينا ياقو يوخنا

كانت لسنوات دراستي في المدرسة وكذلك عملي في المؤسسة التربوية لفترة من الزمن قد افادتني في اطلاعي على العديد من السلبيات منها الضوضاء في القاعة الامتحانية, فكثيراً ما تعَّم فيها الفوضى والضوضاء بسبب الاحاديث الجانبية التي يتبادلونها الكوادر التربوية اثناء قيامهم بواجب المراقبة في فترة الامتحانات الفصلية والنهائية, وهذه الحالة مستمرة الى وقتنا الحاضر, لهذا يتذمر تلاميذ وطلبة المدارس من عدم قدرتهم احياناً على التركيز نتيجة ذلك.

وان سبب هذه الضوضاء متعلقة بشعور المراقبين بالملل ونفاذ صبرهم خلال ساعتين الى ثلاث ساعات من البقاء في مكان واحد ولا يفعلون شيء سوى ايصال رسالة للتلاميذ والطلبة بأن الانظار موجهة اليهم في حال اقدموا على فعل الغش, وان السبب الاخر والاهم هي انعدام الثقافة لديهم, اذ لا يميزون الوقت والمكان المناسبين لإجراء حديث عن الطبخ والتسوق واسعار الذهب ومشكلاتهم الاسرية والنفاق على الزملاء في العمل, فهذا الكلام ليس له علاقة بموضوع الامتحان او التعليمات الخاصة به مثل توجيه التلاميذ والطلبة لمكان جلوسهم او قراءة الاسئلة والاجابة على استفساراتهم ان وجدت او تقديم اية ملاحظة ذات صلة بالموضوع, وهذه الاجراءات وان حصلت فلا تستغرق سوى الدقائق القليلة الاولى من وقت الامتحان. ويبدو من تصرفات الكثير من المراقبين انهم لا يشعرون بتبعات فعلهم على الجالسين في القاعة الامتحانية والتي تضيف لمعاناتهم من القلق والضغط النفسي بسبب الامتحان معاناة اخرى. ومن اجل التخلص من هذه الحالة السلبية, اقترح ان تصدر تعليمات من وزارة التربية, تؤكد فيها بضرورة اجتماع ادارة كل مدرسة مع كوادرها من تدريسيين وموظفين خاصة قبل الامتحانات من اجل تثقيفهم بموضوع عدم الحديث في القاعة وتعريفهم بأضرار ذلك على سمعتهم ومكانتهم المهمة في بيئة المدرسة والمجتمع لانزعاج التلاميذ والطلبة من فعلهم واعتباره سلوك سلبي من جهة وتأثيره على آدائهم وتركيزهم في الامتحان من جهة اخرى. كما اقترح ان يستغل المراقبون وقتهم في مطالعة الكتب خلال ساعات المراقبة فهذا من شأنه ان يقلل الضغط على انفسهم وعلى تلامذتهم وطلبتهم, وفي نفس الوقت يزيد من رصيدهم المعرفي والثقافي.