ترامب يهدّد إيران من عواقب إعادة تشغيل منشآتها النووية

طهران ترحّب بوساطة بغداد وتحدّد شروطاً للتفاوض مع واشنطن

طهران - رزاق نامقي

رحبت وزارة الخارجية الإيرانية، بالوساطة العراقية لإحياء المفاوضات الثنائية بين طهران وواشنطن.  وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في تصريح أمس إن (اهتمام العراق ودوره في القضايا المرتبطة بالسلام والاستقرار في المنطقة، محل تقدير)، مؤكداً إن (إطلاق أي مسار تفاوضي بين إيران والولايات المتحدة يتطلب التزاماً حقيقياً من الأطراف المعنية بأعراف وآداب التفاوض)، وأشار إلى إن (قلق الأصدقاء في العراق حيال الاستقرار الإقليمي، كما هو قلق إيران على استقرار محيطها، أمر يستحق الإشادة).

تطورات الاوضاع

وتابع إن (العراق، بوصفه دولة جارة ومسلمة وصديقة، يحرص على متابعة تطورات الأوضاع في المنطقة)، ومضى إلى القول إن (طهران رحبت دائماً بالمساعي الحميدة التي تبذلها دول المنطقة للمساعدة في خفض التوترات)، مؤكداً إن (التجارب التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الخمسة أو الستة الماضية أظهرت بوضوح إن بدء أي عملية تفاوضية يتطلب التزام الأطراف بقواعد التفاوض). مشدداً على إنه (ما دامت هذه الشروط غير متوفرة، فإن الحديث عن تشكّل مسار تفاوضي واقعي يبقى أمراً غير دقيق)، ولفت إلى إن (بلاده ملتزمة بالدبلوماسية باعتبارها أداة للدفاع عن المصالح الوطنية)، مبيناً إن (طهران لن تتردد في استخدام هذا المسار كلما رأت أنه أداة فعّالة ومجدية). 

وكان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته محمد شياع السوداني، قد أكد وجود مساع حالية لعقد مفاوضات بين أمريكا وإيران في العاصمة بغداد. الى ذلك، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في فلوريدا، لعقد محادثات تركز على المرحلة التالية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتطرّقت المحادثات أيضا إلى ملف إيران، وقد شدّد ترامب على أنه إذا أعادت طهران بناء منشآتها النووية فإن الولايات المتحدة ستدمّرها. وقلّل ترامب من شأن تقارير تفيد بتوتر العلاقات بينه وبين نتانياهو، قائلا إن (الأخير قد يكون صعب المراس، لكن إسرائيل لربما كانت ستزول لولا قيادته بعد الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من تشرين الأول الماضي)، وأضاف (لدينا نحو خمسة مواضيع رئيسية نناقشها، وغزة أحدها)، وجدّد ترامب (دعوته لتخلي حماس عن السلاح في إطار المرحلة التالية من وقف إطلاق النار الساري في غزة منذ تشرين الأول الماضي، بعدما شدّدت كتائب عز الدين القيام، الجناح المسلّح للحركة الفلسطينية، على تمسّكها بأسلحتها)، وتابع إنه (لا بد من تخلي حماس عن السلاح). 

ويأتي الاجتماع في منتجع ترامب، مارالاغو، في فلوريدا، وهو الخامس، الذي تستضيفه الولايات المتحدة هذا العام، في وقت يشعر بعض المسؤولين في البيت الأبيض بالقلق مما يعتبرونها مماطلة من قبل حماس وإسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتفيد تقارير بأن ترامب يسعى للإعلان في موعد أقربه كانون الثاني، عن حكومة تكنوقراط فلسطينية في غزة ونشر قوة دولية لحفظ الاستقرار. وتأتي زيارة نتنياهو بعد أيام من النشاط الدبلوماسي الكثيف في فلوريدا حيث استضاف ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإجراء محادثات بشأن وضع حد للغزو الروسي.

ابرز الانجازات

واعتُبر وقف إطلاق النار في غزة في تشرين الأول، من بين أبرز إنجازات ترامب خلال عامه الأول منذ عاد إلى السلطة، لكن إدارته والوسطاء الإقليميين يسعون للمحافظة على الزخم. ونصّت المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة على إطلاق حماس سراح جميع الاسرى المتبقين، الأحياء منهم والأموات، الذين خطفوا في هجوم السابع من تشرين الأول 2023 على اسرائيل. أعادت الحركة حتى اللحظة جميع الاسرى الأحياء ورفات جميع الأموات باستثناء واحد.  وأما المرحلة الثانية، فتنص على انسحاب إسرائيل من مواقعها في غزة بينما يتعيّن على حماس إلقاء السلاح، وهي مسألة رئيسية عالقة بالنسبة للحركة الإسلامية. في الأثناء، يتعيّن أن تحكم سلطة مؤقتة القطاع الفلسطيني مع انتشار قوة الاستقرار الدولية. وأعادت كتائب عزالدين القسّام التأكيد، على إن الفلسطينيين يدافعون عن انفسهم ولن يتخلون عن سلاحهم طالما بقي الاحتلال.  وتفيد تقارير بتزايد التباين بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بشأن العديد من القضايا الرئيسة، بما في ذلك مواصلة إسرائيل ضرباتها ضد حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وفي سوريا. ونددت إيران بالتقارير التي اعتبرتها عملية نفسية ضد طهران، مشددة على استعدادها الكامل للدفاع عن نفسها، فيما حذّرت من أن أي هجوم جديد عليها سيحمل «عواقب أشد» بالنسبة لإسرائيل.