الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إلى متى تبكي الرجال النساء ؟

بواسطة azzaman

كتابات بعد منتصف الليل

إلى متى تبكي الرجال النساء ؟

فيصل الدليمي

 

‏كيف تتحرر غزة..؟ومن يبكي عليها اليوم يشارك في حصارها وقتل شعبها! ويرفض هدم هذا السجن العربي الكبير الذي حفر العدو الغربي خلف أسواره أخدود حرقها وضرب الطوق من خلاله على شعبها لإبادة أهلها وحال بين الأمة ونصرتها وإغاثتها حتى لم يعد لدى ( 450 ) مليون عربي إلا البكاء عليها كما تبكي النساء..! كيف تخرج الأمة وشعوبها من هذا التيه الذي تعيشه منذ قرن من الزمان وهذه السنين العجاف!؟ومنذ أن احتلت الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية الأمريكية ‌القدس سنة 1917م وما تزال هذه النخب السياسية والفكرية العربية والجماعات الإسلامية الوظيفة

التي تبكي على غزة اليوم بالبيانات والمظاهرات..! لا ترى أصلا هذه الحملة الصليبية الاستعمارية ولا ترى الاحتلال الغربي للعالم العربي منذ الحرب العالمية الأولى لحد اليوم والذي يحمي بأساطيله وقواعده المحتل الصهيوني منذ 1947م كما يحمي أيضا توأمه النظام العربي السياسي الوظيفي وتتعامى هذه النخب عن العدو الحقيقي الذي يشن الحرب على غزة وغيرها حيث يتوعد الغرب أهلها وهم يحرقون بالإنذار الأخير اليوم من قبل زعماء ودهاقنة الغرب الصهيوصليبي لتحصر هذه النخب المعركة فقط مع نتنياهو وتل أبيب وليس مع الغرب عامة بل لا ترى هذه النخب المخذولة في قواعد الحملة الصليبية العسكرية الممتدة اليوم من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي خطرا على سيادة بلدانها ودولها وأمن شعوبها وهي شنت وتشن الحرب على غزة وغيرها منها..! كيف تتحرر ‌غزة اليوم والإعلام العربي السياسي والإسلامي الوظيفي ومشاهيره.  في وسائل التواصل مشغولون بالاحتفاء براقصة هولندية ترفع العلم الفلسطيني نصرة لغزة..!؟وبلاعب فرنسي هتف لغزة..!؟وبعجوز إيطالية أضربت عن الطعام لأجل غزة..!؟ بل وترى ذلك بعض إيجابيات المعركة!؟ بأن الغرب الكافر بدأ يتعاطف مع غزة وأهلها..!؟ وأن الناس هناك يدخلون في الإسلام أفواجا..!؟

وأنه يجب أن تبقى قضية غزة قضية إنسانية لا قضية إسلامية حتى يتعاطف معها العالم الكافر..!؟ ولو فعل الأفغان الأبطال ما يفعله ساسة العرب اليوم لما تحررت أفغانستان ولا الجزائر ولا فيتنام ولا الصومال ولا سوريا ولو بعد ألف عام..! إن هذا المسخ المنافق الخداج المسمى اليوم نخبا سياسية وفكرية وجماعات إسلامية هي جزء من هذا السجن العربي الكبير الذي أقامته الحملة الصليبية لشعوب العالم العربي وجعلت من حكوماته حرسا عليه وجعلت من نخبه وجماعاته وعلمائه ودعاته أبواقا لها فمهما ملأت هذه النخب الجو ضجيجا وتنديدا وصراخا ووعيدا فهي أول من يرفض تغيير هذه الحكومات الوظيفية فضلا عن هدم السجن الكبير وتحرير ( 450 ) مليون عربي!نعم هم عبيد بالأصر والأغلال منذ مئة عام في قبضة طغاتهم الطغاة! ولن تتحرر غزة والقدس وباقي البلاد العربية ما لم يتحرر العالم العربي من نفوذ وادوات الحملة الصليبية ودولها وجماعاتها ونخبها السياسية الوظيفية هذه هي غزة المعجزة اليوم لا يستطيع المرء أن يتحمل وجعها ومشاهدها ولا يستطيع صبرا على بلاء هو أقل وأهون وأضلّ من أقل البلاء فيها..!ولا عنده من الدأب والجلد والهمة التي تصدر عن أهل الصبر والتدافع والبسالة فيها..! من أي طينة خلقتم يا أهل غزة العزة؟! أنتم مفخرة لكل من انتسبتم إليه ولكل من شابهكم في شيء أو اتصل بكم بسبب او بنسب!! لو كان للإنسان أن يفخر لافتخر أنكم من أمة الإنسانية والإسلام ولو كان للعربي أن يفخر لافتخر أنكم من أمة العرب ولو كان للشامي أن يفخر لافتخر أنكم من أهل الشام التي بارك الله حولها..يا أهل الصبر والبسالة والنضال! أنتم تعيدون إحياء النفوس وتربية القلوب..كل بلاء بعدكم هين..وكل شدة معكم سهلة وكل تضحية إزاءكم رخيصة! كأن هاشم كان يراكم وهو يقول:

حملناها سيوفا لا معات..غداة الروع تأبى أن تلينا ..إذا خرجت من الأغماد يوماً..رأيت الهول والفتح المبينا..شباب ذلّلوا سبل المعالي.

وما عرفوا سوى الإسلام دينا

تعهدهم فأنبتهم نباتا..كريما طاب في الدنيا غصونا..إذا شهدوا الوغى كانوا كماة..يدكون المعاقل والحصونا..وإن جن الظلام فلا تراهم..من الإشفاق إلا ساجدينا..

شباب لم تحطمه الليالي..ولم يسلم إلى الخصم العرينا.. فما عرف الخلاعة في بنات..ولا عرف التخنث في بنينا..كذلك أخرج الإسلام قومي..شبابا مخلصا حرا أمينا..وعلمه الكرامة كيف تبنى..فيأبى أن يقيد أو يهونا..!!

حسبنا الله ونعم الوكيل…. 

وإلى الله ترجع الأمور….

 

 


مشاهدات 77
الكاتب فيصل الدليمي
أضيف 2025/12/25 - 2:02 AM
آخر تحديث 2025/12/25 - 6:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 218 الشهر 18498 الكلي 13002403
الوقت الآن
الخميس 2025/12/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير