التلفزيون .. لا يهون
جمال السوداني
للتلفزيون سحر مؤثر ، أقوى من الراديو ، و السينما ، و المسرح .. لأنه لا يكلف العائلات المبالغ التي تدفعها ، لرؤية فيلما في السينما ، أو مسرحية ، أو حفلة في المسرح ..
و بفضل إكتشاف الستلايت ، الذي يستقبل بثوث عشرات المئات من القنوات في المعمورة ، و بفضل تنامي الدول ، و الجهات صاحبة العديد من القنوات ، فأصبح التلفزيون أفضل وسيلة لدى المجتمعات ، في أكتساب المعارف ، والمتعة..
و نرى معظم الدول ، غير الناطقة بالإنگليزية قد أوجدت محطة خاصة ، تبث باللغة الإنگليزية ، على مدار الساعة . و نرى العراق لا يقيم محطة باللغة الإنگليزية ، و ليس لديه صحيفة باللغة الإنگليزية ، و لا مجلة كذلك . و كأنه دولة فقيرة ، و كأنه دولة منعزلة عن العالم ، لا دولة الحضارات ، و دولة الحرف الأول في التاريخ .. و لنتابع بعض القنوات ، و نتنور بالمفيد ، و الممتع مما تبثه .. فنرى مثلا كيف إستطاعت قناة dw الألمانية ، أن تكون شبه وكالة دولية . فأخذت العديد من القنوات شراء برامجها ، التي تنتجها ، و تبثها من قناتها الوطنية ، مبقية للوگو dw ..
أما إذا نريد أن نعدد قنوات بعينها ، مؤثرة كثيرا ، فالصين ، و اليابان ، وجنوب كوريا .. خير من خلق تلك القنوات ، التي لا تطبل ، و لا تظلل ، و تحسها غير مؤدلجة . فهي تظهر الاثار ، و المعالم السياحية ، و الصناعات الشعبية ، والصناعات الكبرى ، و البناء ، و كيف يربون الأطفال بالرياض ، و المدارس ، و الفنون ، و تجارب وأسلوب معيشة بعض مواطنيها ..
إن التلفزيون نعمة كبيرة للإنسانية .. و ما ترك هذه النعمة للأبواق ، و للثرثرات ، إلا دليل دامغ على التعمد في عدم خدمة العراق و العراقيين ..