مواقع التواصل … بين الفرصة و التحدي
علي المالكي
أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية ، فهي النافذة التي نطل منها على العالم و وسيلة للتواصل ، و نقطة التقاء للأفكار و الثقافات ، لكن هذه القوة الكبيرة تأتي أيضاً بتحديات و مسؤوليات لا يمكن تجاهلها ، إلا إذا أردنا أن نحافظ على مجتمع متوازن و صحي في نفس الوقت .
و من أبرز إيجابيات هذه المنصات أنها سهلت التواصل بين الناس و نقلت الأخبار و المعلومات بسرعة غير مسبوقة ، و فتحت المجال للتعبير عن الرأي و المبادرة المجتمعية .
فالعديد من الحملات الإجتماعية و الإنسانية بدأت بفكرة صغيرة على هذه المنصات و أنتشرت لتصل إلى آلاف الناس وأحدثت فرقاً ملموساً في الواقع .
أما الجانب الآخر ألاقل إشراقاً .. فهو مليء بالمخاطر التي تؤثر على القيم و السلوكيات ، فالإعتماد المفرط على العالم الرقمي ، قد يضعف العلاقات الحقيقية ، و يزيد من عزلة الفرد و يزرع مشاعر المقارنة و السخط على الذات ، كما أن انتشار المعلومات الخاطئة أو المحتوى الضار ، يشكل تهديداً حقيقياً للوعي المجتمعي و يخلق فوضى يصعب السيطرة عليها ..!!
لذلك تقع على عاتق كل مستخدم مسؤولية كبيرة تبدأ بالوعي الفردي فالتفكير قبل النشر و التحقق من صحة المعلومات و أحترام الخصوصية ، كلها سلوكيات بسيطة لكنها فعالة ، في حماية المجتمع من سلبيات هذا العالم الرقمي ، كذلك على الأسر و المدارس أن ترشد الشباب لكيفية إستخدام هذه المنصات بذكاء ، و تحويلها من أداة تضييع الوقت إلى وسيلة تعليمية ،
كما يجب أن يتحمل الإعلام الرقمي و المنصات نفسها مسؤوليتها عبر وضع معايير صارمة ضد المحتوى الضار ، و دعم المحتوى المفيد و تشجيع المبادرات التي تخدم المجتمع ، فالمنصة التي تستخدم للتوجيه الإيجابي يمكن أن تكون أداة تغيير حقيقية ، بينما المنصة التي تترك بلا ضوابط قد تتحول إلى بيئة تهدد القيم و الأخلاق .
ختاماً ... يبقى التوازن هو مفتاح التعامل مع مواقع التواصل ، فهي فرصة كبيرة لتقريب المسافات و نشر المعرفة و دعم القضايا الإنسانية ، لكنها تتطلب وعياً و مسؤولية و إدراكاً ، و أن كل نقرة و كل مشاركة لها تأثير مباشر على مجتمعنا ، فلنجعل هذه المنصات وسيلة للبناء لا للتفكيك و لتكون أداة لنشر الخير و الوعي لا للفرقة و التشويش ..!!؟؟