الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هفهة بتجريد

بواسطة azzaman

هفهة بتجريد

وجيه عباس

 

التجريد في الفن التشكيلي أشبه بتشريب الباگله، التشريب أشبه بغسل عار الباگله بغياب البيض، البيض الشيء الشريف الذي يستر عليه بوجهه الاصفر، في التجريد النظري يشار الى الجانب الادراكي الذي يعزل حبة الباگلة عن التشريب بهدف عزله ومعرفة خصائص التشريب بأكمله.

تقف أمام لوحة لفنان تجريدي لم يتجرد من ملابسه، رسم خطوطا تتقاطع مع خطوط أُخر، فيما لبخ قلب اللوحة ببيضتنا أم التشريب التي كانت غائبة في المطعم وحاضرة في ذهن المواطن التجريدي، سيقول لك ان الخط الاول يشير الى رغبة كامنة في لا وعيه بضرورة أن يُذكِّرَ العراقيين كيف ان آباءهم وأجدادهم  كانوا يشربون الشاي المتكون من نشارة الخشب والمسامير أيام الحصار، وان الخط الثاني في اللوحة  يشير إلى موقف الناقلات في كراج رقم 3 ساحة الصناعة!!، وإذا لم تعتقد بما قاله المثقف التشكيلي سيتهمك بالغباء والسوداوية برغم أنفك، ستقتنع في النهاية أن اللوحة لاتختلف عن لبسان جداتنا الداخلية، يگولن بيهن راحة، وأنا أعلم أنه يختلف عن الجي سترلنغ، وأعني اللباس ( ابو الخيط ) الذي (لا يستر ولا يُدفّي)، وأذكر حين سألني أحدهم عن مفهوم الوطنية، قلت له: مثل اللباس ابو الخيط، گبل ننزع اللباس اندوّر على الحنتور، بالوطنية گمنه نفتح الحنتور اندور على اللباس...لم يقنعه لا الحنتور ولا اللباس في تقديمهما كشاهدين دلاليّين في النسق المضمر الذي أتكلم به، فقلت له: العرب كانوا مساحة لا ساحة، جاء الاستعمار فقسّم أرض العرب الى حظائر او (طُولات)، ووضع على باب كل حظيرة كلباً يحرسها، منذ ذلك الوقت اصبحت الحظيرة وطنا، والوطنية أن تشعر بالإنتماء الحقيقي الى الحظيرة وأن اهم واجب في حياتك الوطنية أن تدافع عن الكلب!!.

ومن أجل ربط تچة الموضوع درءاً لانكشاف الجبهة الداخلية التي تعد من أسرار الأمن القومي وخشية إتهامي بأني أضفت الزرف السابع في (الچفچير)، أن شاعراً كان يقطع الهول ليلاً جيئة وذهابا وسيجارته بيده اليمنى وهو يبحث عن المعنى الذي يريد أن يصل إليه، سأله أحد اصدقائه: لو أن القصيدة هربت منك ولم تقدر على كتابتها، كيف ستقبض عليها؟ فأجابه وهو يرتدي دشداشة ثقبتها السجائر ولم ينتبه إليها، لكنه أجاب بكلمة تأريخية يحق لنا نحن العراقيين أن نحملها شعارا :

- إذا ماگدرت للقصيدة...أهفّهه بتجريد!!.

حياتنا التي تحيط بنا أوسع من إلية واضيقُ من فرج، وللخروج من هذا الوهم المبني مثل جسر (نوماس عذاب خفيف)، ادعوكم لتطبيق هذه النظرية السياسية والاجتماعية، اذا لم يعجبك وجهك هفّه بتجريد، اذا لم يعجبك حنتور مديرك هفّه بتجريد، اذا لم يعجبك نائب...هفّه  بتجريد، أي شيء لايعجبك هفّه وهف جده وجد جده بتجريد يكشف قلاقيل العملية السياسية (كما خلقتني)...

نحن الآن نعيش في لوحة وطن سوريالي وسروالي، يرسمون ويخططون وينهبون، ولا علاقة لهم  بتقنية الفار، انهم وهم في هذه النقطة يشتغلون بها هفّاً تجريدياً وفق نظام (بابا أُبّح) في التجريد الفني، لكني مع سبق  إصراري وترصد تجريدي، سأهفهم.

 

 

 


مشاهدات 120
الكاتب وجيه عباس
أضيف 2025/12/15 - 4:08 PM
آخر تحديث 2025/12/16 - 8:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 230 الشهر 11548 الكلي 12995453
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/12/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير