قاسم حسين صالح يغنّي للنواب ولميعة عباس عمارة

سيكولوجية القصيدة والشاعر بمراسيم توقيع مؤلفين

أربيل – أمجاد ناصر

بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأن النفسي والاجتماعي, شهدت قاعة الجمعية الثقافة المندائية في مدينة أربيل, مراسيم توقيع مؤلفين صدرا مؤخراً لرئيس الجمعية النفسية العراقية البرفيسور الدكتور قاسم حسين صالح, بعنوان ( مظفر النواب من القلعة الخامسة إلى هافانا, في سيكولوجية الشعر والشاعر ) .

واستهلت الإعلامية فائزة ذياب, الجلسة بكلمة حيّت فيها مسيرة المحتفى به,بما قدمه من مؤلفات رصينة اسهمت في بناء الشخصية العراقية والعربية فكرياً واجتماعياً, كما أشاد الكاتب و فنان الكاريكاتير إحسان الفرج, الذي أدار الجلسة, بأن سيرة ومسيرة المؤلف بما أنجزه من كتب فكرية و يكولوجية قيمة و بحوث ومقالات و دراسات بعلم النفس, تحتاج إلى عدة جلسات للحديث عنها, لأنه غزير بالانتاج الثقافي وسيرته تحمل ذكريات كثيرة عن الحقب التي عاصرها, كما قدم الكاتب والشاعر حسن عبد الحميد, محطات من حياة صالح العلمية وأهمية علم النفس في الحياة الاجتماعية و ان إصدارته لها أهمية كبيرة في مجال علم النفس, فضلا انه عالج العديد من القضايا بواسطة كتبه العديدة والمتنوعة في عدة مجالات التي أغنت العقول والمكتبات.

خبرة كبيرة

□ بما انك عاصرت حياة الشاعر مظفر النواب, هل بسبب عشقك له أطلقت اسم (مظفر ) على ابنك ؟

- أكيد وبدون مبالغة, إذا قلت أنا أكثر شخص يفهم حياة مظفر النواب، أولا إذا تعيش في السجن بالاحرى ليس سجناً بل مخزناً,  مع اي شخص بنفس الردهة تتكون لديك خبرة كبيرة لمعرفة شخصيته, وهي كانت ليس فقط ردهة بالسجن، بل كانت أكبر من ان تسمى سجن نحن خمسة أشخاص فيها منهم (مظفر النواب)، (مكرم الطالباني) ومدير خطوط الجوية العراقية, وشقيق (زكي خيري ) سكرتير الحزب الشيوع العراقي وأنا أصغرهم, وخلال مدة السجن كل شخص يتكلم عن حياته ومشاكله وهمومه وتتعرف طباعة وسلوكه.

□ يقولون المجالس مدارس هل كانت السجون مجالس في وقتكم ؟

-  داخل السجن لا مهرب لك إلا زميلك, لأن لا يوجد غيره, و السجن يضعك امام أمتحان الحياة, أذا صادفت مشاكل أو هموم و أي مواقف في حياتك ليس لديك طريق و حل الا اللجوء لزميلك في السجن تتحدث معه عن مشكلتك,  وهو بنفس الوقت يبادلك مشاكله و همومه, كانت سهرتنا تبدأ الساعة 11 بالليل و غالبا  كنت إلقي شعر لمظفر النواب بصوتي وهو معجب به و يقول لي ( تدري, أنت صوتك بإلقاء الشعر أفضل من صوتي؟) .

□ مظفر النواب شاعر فصيح، لكنه اشتهر بالمفردة الشعبية ؟

- هو تعلّم العامية في فترة متأخرة من عمره, لأن عائلته كانت خارج العراق ثم عاش في الكاظمية وهي مدينة متحضــرة وثقافتهم الشعر الفصيح والدين, و سكان الكاظمية لا يعرفون جيدا الشعر الشــــــــــــــعبي الجنوبي والدارمي و(الحسجة) لكنه ذهب الى مدينة العمارة وتعلم اللهجة العامـــــية و كل مفردات الشعر الشعبي و (الحسجة) ومنها كتب أجمل اشعاره بالشعبي التي تحولت الى أغاني خالــــدة ( الريل – البنفسج – حن وانا أحن ,,,)

□ تناولت عدة فنانين منهم ناظم الغزالي وكاظم الساهر وياس خضر وسعدون جابر وكوكب حمزة وخضيري ابو عزيز, وكتابك معنون لمظفر النواب ؟

– حرصت على التوثيق لبعضهم خاصة أن أول ثلاثة مطربين كانوا من الناصرية ( داخل حسن و حضيري ابو عزيز وناصر حكيم ) يغنون بأفتتاح إذاعة بغداد في عام 1936 وكان البث مباشر, والبقية كانت في مسار الشعر و الاغنية وضمن سياق النواب أو مكمل له لأنها مواضيع مهمة, لكني أوفيت حق مظفر النواب بالكتاب . 

□ ألقيتَ شعراً وغنّيت للشاعرة لميعة عباس عمارة والنواب, تحب الغناء أم إلقاء الشعر ؟  

- لأن نصوصهم الرائعة و الرقي فيها يدفعك للغناء قبل الإلقاء, خذ مثلاً أغنية البنفسج, ضمّت ثلاثة أشخاص مختلفين ومتناقضين تماماً, الشاعر مظفر النواب (شيوعي ) والملحن طالب القرة غولي ( بعثي ) و الفنان ياس خضر ( أبن سيد,رجل دين ) جمعهم الفن الراقي, عندما أقدم الملحن طالب القرة غولي على تلحين أغنية البنفسج, طلب مني الحضور لبيته لأنها تحتوي على مفردات لا تصلح للإذاعة و يجب تغييرها او حذفها, وبالفعل قمنا معاً بحذف و تغيير بعض المفردات لكي لا تحذف القصيدة بالكامل عند تقديمها للجنة فحص النصوص .

□ هل كان النواب موافقا على التغيير بالقصيدة ؟     

- لا أعرف بالتحديد, لأن التعديلات أُنجزت بعد مغادرته العراق, وحتى عندما التقيت به بعد 44 عاماً لم نتطرق لهذا الموضوع.

□ هل تناولت كل تفاصيل حياته الشخصية في كتابك ؟

- أعرف الكثير عن حياته لكن ليس كل ما أعرفه يمكن الإفصاح عنه فهناك أسرار شخصية, لكن رفضه للزواج كان بسبب انه قال لي (لا يمكن لشاب وطني يكتب ويهاجم بقوة الملوك و الساسة ولا أستثني منهم أحدا أن يتزوج ويكوّن لدية عائلة وبيت وهو مهدَّد, لكن لدي صديقات و حبيبات) 

□ ما هي أمنيات النواب ؟

– تحققت وصيته أن يُدفن بالعراق, وتم نقل جثمانه من الشارقة إلى النجف, وأشكر رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الذي تبنى الموضوع .