عيد الصحافة الرياضية العراقية رقم تعدى القرن

بغداد- هشام السلمان

تُعد مجلة نادي الالعاب الرياضية التي صدرت في بغداد يوم الاربعاء الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام 1922

 اول مطبوع رياضي متخصص يصدر في العراق وتحديدا في عهد الملك فيصل الاول وهي مجلة رياضية مصورة صدرت في 16 صفحة وكانت تباع عند محمود حلمي افندي صاحب المكتبة العصرية وعند ناجي موزع الجرائد المحلية في سوق السراي وثمن النسخة الواحدة منها اربع انات وطبعت في مطبعة دنكور الفلاح.. وكان صاحب الامتياز المدير المسؤول معتمد نادي الالعاب الرياضية محمد السيد علي.

وجاء في مقدمة المجلة (ان البلاد الراقية كثيرا ما يوجد فيها نوادي للالعاب الرياضية ولكل ناد مجلات عديدة الا ان هذه المجلة ليس لها غاية سوى اعلاء شأن الرياضة والادب وهي تخرج طبق برنامج النادي ونفتخر ان نقدم للقراء الكرام احلى مجلة عراقية تصدر في عاصمة العراق). وتضمن العدد الاول من مجلة نادي الالعاب  الرياضية عدة مواضيع فرعية ورئيسية منها تاريخ الرياضة البدنية.. تاريخها عند المصريين واليونان القديمة.. وموضوعا تحدث عن الكشافة العراقية حول رائد الكشافة العراقية محمد جميل افندي الراوي الذي كان في ال 27 من عمره. (وتضمنت الصفحة الاخيرة من العدد الاول لمجلة نادي الالعاب الرياضية اعتذارا للقراء لعدم وجود الزنكغراف في العاصمة بغداد وتعهدت المجلة انه في العدد المقبل ستزين المجلة بالصور من مصر) وهذا الامر يدل على بدائية الطباعة في بغداد ايام صدور مجلة نادي الالعاب الرياضية بحيث تعذر ان تظهر الصور في العدد الاول منها. (ولم تستمر مجلة نادي الالعاب الرياضية في الصدور سوى ثلاثة اشهر ثم توقفت ليصدرها صاحبها مرة ثانية باسم الالعاب الرياضية) في الخامس والعشرين من شهر شباط عام (1925) ولم يصدر منها سوى العدد الاول وكانت في صفحة من الحجم المتوسط.وبعد ايام من صدورها نشرت جريدة الاستقلال ان دائرة المطبوعات عطلت مجلة الالعاب الرياضية لنشرها صورة مخلة بالادب والمتوقع انها كانت صورا لرياضي يرتدي ملابس قصيرة الا ان المجلة صدرت في الحادي والثلاثين من اذار عام 1925 نفت ذلك ثم توقفت ويتضح مما تقدم ومن خلال النماذج الصحفية التي تمت متابعتها ان هذه الحقبة لم تشهد اصدارات كثيرة واقتصرت على مجلة نادي الالعاب الرياضية كمطبوع متخصص في الرياضة لكنه لم يعمر طويلا.

صفحات ثابتة

بالرغم من ان الاخبار الرياضية ظهرت في الصحافة العربية العراقية قبل هذا المطبوع (ان الاخبار الرياضية في الصحف العامة ظهرت لاول مرة في العراق بعد الاحتلال البريطاني لمدينة بغداد عام 1917 حيث نشرت جريدة العرب في الرابع من تموز عام 1917 اخبار المنافسات الرياضية وبعض الفعاليات الكشفية التي كان يؤديها طلبة المدارس وكانت هذه الاخبار تبوب كاعلانات. وبعد عام 1921 افردت بعض الصحف المتخصصة صفحات ثابتة مثل مجلة الكشاف عام 1924 والطلبة عام 1932 والفتوة عام 1934 واتسمت الصفحات الرياضية في الصحف المتخصصة بعدم الثبات وباختفائها بين الحين والاخر ولعل من اسباب اختفاء او توقف المطبوعات الرياضية في تلك الحقبة الزمنية هي العجز المالي الذي كانت تعانيه الادارات القائمة على اصدار هذه الصحف، (فضلا عن عدم توفر الامكانية في توزيع الصحف الرياضية الى اماكن بعيدة خارج العاصمة بغداد ولهذا كان وصولها دائما ما يكون متأخرا الى مراكز الالوية والاقضية) وغالبا ما تصل اليها ليلا او في اليوم الثاني لاصدارها ما يجعلها غير مرغوبة لان اخبارها اصبحت قديمة وبالتالي يكون لهذه الحالة ردود افعال سلبية على الجريدة فيقرر القائمون عليها ايقافها لتفادي الاحراجات.

ويعود السبب في ذلك الى ان المطبوعات التي صدرت وحدها كانت دون منافس وبقيت هكذا في شارع الصحافة الرياضية آنذاك وهذا الامر سهل كثيرا من عملية عدم اقبال الجمهور الرياضي عليها في تلك الحقبة الزمنية، خاصة وانها كانت تفتقر كثيرا الى الاخبار الرياضية التي من شأنها ان تجذب القارئ المتابع لشؤون الرياضة في العراق وتجبره على شرائها خاصة وانها صدرت في فترة لم تكن لم تكن فيها سباقات او بطولات للكرة العراقية او الرياضة المحلية بصورة عامة واقتصرت المسابقات على ما تشهده الساحات الرياضية في بغداد وفيما بعد ملعب الكشافة الذي انشئ مطلع الثلاثينيات.

مقالة رياضية

دون ان تكون هناك مباريات رسمية للمنتخب العراقي بكرة القدم الذي تم تشكيله لاول مرة عام على اثر تأسيس الاتحاد العراقي لكرة في الثامن من تشرين الاول عام 1948.

ويقول الصحفي الرائد شاكر اسماعيل في مقالة عن الصحافة الرياضية نشرها عام 1980 في ملحق الرياضة والشباب الذي كان يصدر مع جريدة الجمهورية (كانت المباريات الضئيلة ذات النشاط المحدود والنجاحات التي يحققها ذلك الشباب الطموح كنار خابية تحت الرماد وكان لابد لتلك النار الخابية ان تنتشر وتشيع حرارة في تلك الفترة المقفرة والحماس في نفوس الشباب التي اخفاها الاهمال ان تنبري اقلام جريئة لتحرك النار الخامدة وتؤجج العواطف الراكدة وتنفض التراب عن محاولات رائدة في الصحافة الرياضية بدأها عام 1922 محمد علي معتمد نادي الالعاب الرياضية عندما اصدر اول مطبوع رياضي في الوطن العربي يحمل اسم النادي نفسه.. ثم عاد السيد محمد علي ليصدر من جديد مجلة الالعاب الرياضية التي صدر العدد الاول منها في 25 شباط 1925 وكانت هي الاخرى تحمل بذور اختفائها منذ صدور عددها الاول والاخير لسبب بسيط هو انها كانت محاولة سابقة لاوانها لان الرياضة نفسها كانت طفلا كسيحا لا يقوى على السير وبالاضافة الى مجلة نادي الالعاب الرياضية فقد شهد حكم الملك فيصل الاول صدور مجلة الكشاف العراقي في الخامس عشر من حزيران عام 1924 واستمر صدورها حتى شباط من عام 1927 وتضمنت اشارات كثيرة الى مواعيد المسابقات والبطولات التي كانت تقام .