النقل يقترب من إنهاء التصاميم الفنية لمشروع طريق التنمية

مختصّون: الربط السكّكي فرصة تعزّز التعاون الإستراتيجي

بغداد - خلود محمد

البصرة - علي فاهم 

اكد الباحث في الشؤون الدولية، صمد محمدي، أهمية ربط السكك الحديدية بين العراق وايران٬ مشيراً الى ان الربط الدولي يدعم استكمال الممرات الدولية. وقال محمدي في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (مشروع ربط السكك الحديدية البصرة شلامجة لا يعد مساراً ثنائياً فحسب، بل استراتيجية أساسية لإدخال العراق وايران في الممر الدولي٬ والاستفادة القصوى للبلدين من موقعهما الجيوسياسي)٬ مشدداً على (ضرورة الاستفادة من ذلك٬ بما يضمن المصالح الوطنية للطرفين في ظلّ التحولات الجديدة في العالم)٬ وأضاف ان (ربط سكة الحديد ليس مجرد ارتباط ثنائي، بل يندرج ضمن إطار التحولات الجيوسياسية والاتجاهات السياسية والاقتصادية الحديثة في العالم، وهي مسيرة تسعى القوى الاقتصادية الكبرى، ولا سيما في شرق آسيا، إلى تحقيقها عن طريق إنشاء ممرات دولية جديدة٬ ونظراً للترابط الجغرافي فإن اي ربط ترانزيت جغرافي بين العراق وايران يعني تعزيز التعاون الاستراتيجي وليس التنافس بين البلدين في مسار الاستفادة من منافع الممرات الدولية)٬ بحسب ماذكر٬ وبين محمدي ان (الصين، بسبب التهديدات التي تواجه مسارها التجاري التقليدي، تبحث عن مسارات جديدة، لاسيما عبر تطوير شبكاتها الحديدية مع الدول الأخرى في إطار الممر البري بين الشرق والغرب٬ ويعد المسار الذي يمر عبر العراق وايران أفضل طريق لدخول البضائع الصينية الى المنطقة٬ ونقلها إلى اوروبا٬ الى جانب خدماته الاقتصادية، اذ يعد أيضاً اكثر استقراراً سياسياً وامنياً٬ مقارنة مع المسارات البديلة الأخرى، وذلك بفضل العلاقات والتنسيق العالي المستوى بين البلدين في هذه المجالات)٬

ممر شرقي

وتابع ان (الربط بين البلدين، ومن ثم انضمام العراق إلى الممر الشرقي الغربي، سيؤدي إلى تحقيق منافع سياسية وامنية واقتصادية كبيرة)٬ مؤكداً ان (العراق يمكن ان يستفاد من منافع انضمامه إلى هذا الممر الكبير عبر إيران)٬ وتعليقاً على الادعاءات المطروحة بشأن تعارض إنشاء هذا الخط مع تطوير ميناء الفاو العراقي وطريق التنمية٬ قال محمدي ان (الدراسات تظهر أن الممرات الشمالية الجنوبية في ايران والعراق لها أهداف وأسواق مختلفة٬ وبالتالي فإن الممر الشمالي الجنوبي المار عبر إيران يعزز بالدرجة الأولى ربط روسيا، منطقة القوقاز وآسيا الوسطى والهند، فيما صمم الممر الشمالي الجنوبي المار عبر العراق لتسهيل التجارة مع أوروبا والصين٬ لذا لا يؤثر ربط هذه الخطوط الحديدية عملياً على العراق٬ فإن البلدين يكمل أحدهما الآخر)٬ مبيناً ان (تطوير الفاو لا يلحق الضرر بمصالح إيران٬ بل يرفد تجارتها الاستيرادية). وتحدث خبراء في وقت سابق٬ عن (أهمية مشروع الفاو وطريق التنمية في تعزيز التجارة العالمية٬ ورفد الاقتصاد الوطني بصورة كبيرة).

تصاميم سككية

وتستكمل وزارة النقل، التصاميم السككية لطريق التنمية نهاية العام الجاري، متوقعة افتتاح المرحلة الأولى من ميناء الفاو٬ بالتزامن مع استكمال التصاميم٬ باشراف وزيرها رزاق محيبس السعداوي. وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (الطريق يوفّر فرص عمل ويعزز واقع الاقتصاد)٬ مشيراً الى ان (الوزارة ‏قطعت أشواطاً متقدمة في أعمال التصاميم والدراسات الفنية الخاصة بمشروع الطريق، إذ بلغت نسبة إنجاز التصاميم التراكمية 83 بالمئة للخط السككي٬ و 68 بالمئة للطريق السريع٬ كما تم إنضاج النموذج الاقتصادي للمشروع ، إلى جانب اعتماد الاستراتيجية الكاملة التي أعدتها الشركة المنفذة)٬ وأضاف البيان ان (العالم بدأ يتجه نحو العراق، لكونه جغرافياً الحلقة الأقرب إلى أوروبا، كما يعد أرض مناسبة للاستثمارات العالمية)٬ مؤكداً ان ان (مشاريع النقل تهدف إلى الخروج من الاقتصاد الريعي إلى المتنوّع٬ بما يعزز فرص العمل والاقتصاد)٬  ‏وبينت الوزارة ان (مشروع ميناء الفاو يمثل البوابة الرئيسة للعراق٬ المطلّة على المياه الدولية٬ والمحطة الأساسية للتوجّه نحو الساحة العالمية)٬ ومن المتوقع ان (تشهد نهاية العام الجاري افتتاح الميناء في مرحلته الأولى، وتطويره مستقبلاً بما يتناسب مع متطلبات الحداثة وإمكانية التوسع)٬ بحسب البيان٬ يذكر ان (الوزارة وضعت خطة متكاملة بخصوص الميناء طريق التنمية والميناء٬ تضمن نجاح استراتيجية التكامل الاقتصادي). من جانب اخر٬ نظم معهد السكك للتدريب التقني٬ التابع الى الوزارة٬ ندوة تطويرية٬ بعنوان المهارات الشخصية مفتاح التفوق الوظيفي حول المهارات الشخصية٬ بالتنسيق مع وزارة الداخلية. وتطرقت الندوة امس الى (استعراض مفاهيم العمل وقيم الإنسان الأساسية٬ ودور المهارات الشخصية وأثرها المباشر في تحسين مستوى النجاح والإنتاجية في العمل داخل المؤسسات).