مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يواصل فعالياته
أفلام تحمل مضامين إنسانية وندوات لصنّاع الفن السابع
القاهرة - سعد المسعودي
تتواصل ايام مهرجان القاهرة السينمائي افلام من مختلف العالم تقدم قصصا مختلفة بين الجانب الانساني والدرامي وافلام سياسية من غزة وافريقيا وغابت الكوميديا وحضرت الافلام الرومانسية ةالفيلم التركي “بينما نتنفس “ “ يتحدث عن قوة وصبر المرأة وهي تواجه التحديات في البيت والعمل ,وتدور أحداث الفيلم في بلدة صغيرة تقع بمنطقة الأناضول خلال أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث تبدأ الطفلة إسما (10 سنوات)، في مواجهة انهيار عالمها الهادئ بعد أن يتسبب انفجار في مصنع قريب باندلاع حريق هائل لا يرحم. وبينما يغمر الدخان السام البلدة ويلوّث الأرض، تجد عائلتها نفسها في صراع من أجل البقاء، لتبدأ إسما في طرح أسئلة وجودية عن الحياة والموت والنجاة، في عمل يمزج بين الحس الإنساني والبعد الشعري والبيئي في آنٍ واحد
يمثل فيلم «بينما نتنفس» التجربة الروائية الطويلة الأولى للمخرج سيموس ألتون، الذي تخرّج في قسم السينما والتلفزيون بجامعة إسطنبول بيلجي عام 2011. وقد طوّر ألتون مسيرة مهنية متنوّعة في مجالات الإعلانات التجارية والأفلام الوثائقية التلفزيونية والسرد السينمائي، مركّزًا في أعماله على القصص الإنسانية الحميمة والموضوعات الاجتماعية والسياسية.
وفي عام 2024، وبتمويل من وزارة الثقافة التركية، أنجز فيلمه الروائي الطويل الأول «بينما نتنفس»، الذي يعكس رؤيته الفنية القائمة على تأمل العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وكيف يمكن للكارثة أن تكشف جوهر الإنسانية. ويتحدث المخرج محمد عبد العزيزعن السينما الكوميدية التي شكّلت جزءًا مهمًا من تاريخ السينما المصرية، كاشفًا عن أبرز أسرار هذا الفن وكيفية صياغة الموقف الكوميدي بطريقة تجمع بين الذكاء والبساطة. كما تحدث عن تجربته مع نجوم الكوميديا الكبار، وتطور الحس الكوميدي في السينما المصرية عبر الأجيال، إضافة إلى الفروق بين الكوميديا التقليدية والمعاصرة ودور المخرج في الحفاظ على جوهرها الإنساني والفني
.من ندوات مهرجان القاهرة السينمائي ندوة عن تقنيات ترميم الافلام وتأتي هذه الجلسة في إطار اهتمام المهرجان بتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الذاكرة السينمائية العربية، من خلال تقنيات الترميم الرقمي التي تتيح إعادة إحياء الأفلام الكلاسيكية، وصونها من التلف والضياع، باعتبارها جزءًا أصيلًا من التراث الثقافي والفني العربي
وخلال الحلقة النقاشية، أكد الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، على أهمية الترميم الرقمي ودوره في حماية التاريخ السينمائي العربي، قائلاً: 'السنة الماضية رممنا 10 أفلام، وهذه السنة رممنا ايضا 10 افلام. فكرة الترميم مهمة جدًا، وهو ده المستقبل للحفاظ على التراث'. وأضاف فهمي أن المهرجان يضع ملف الترميم ضمن أولوياته، بهدف إعادة عرض الأفلام القديمة بجودة عالية تليق بتاريخ السينما المصرية والعربية، ولتكون متاحة للأجيال القادمة.
تراث سينمائي
شارك في الندوة إلى جانب حسين فهمي كل من المخرج تامر السعيد، والخبير أوسين الصواف، وشتيفاني شولت شتراتهاوس، المتخصصة في مجال حفظ التراث السينمائي، وأدارت الحوار المخرجة ماجي مرجان.
وتناول المتحدثون خلال الجلسة أحدث الأساليب التقنية في الترميم الرقمي للأفلام، ودور المؤسسات الثقافية في دعم مشاريع الأرشفة السينمائية، إلى جانب التحديات التي تواجه العاملين في هذا المجال، وسبل تطوير الوعي المجتمعي بأهمية حماية الذاكرة البصرية للسينما العربية. ويُعد هذا اللقاء واحدًا من أبرز فعاليات ايام القاهرة لصناعة السينما هذا العام، حيث يعكس حرص مهرجان القاهرة السينمائي على الجمع بين الفن والتكنولوجيا من أجل صون التراث السينمائي، وتأكيد مكانة مصر كحاضنة أساسية للسينما العربية عبر العقود . فيلم «كان ياما كان في غزة» من إخراج عرب وطرزان ناصر، وذلك في عرضه الأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك ضمن أفلام المسابقة الدولية، مساءً على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.
«كان ياما كان في غزة» فيلم روائي طويل من إنتاج فرنسا، فلسطين، ألمانيا، البرتغال، قطر، والأردن، وتبلغ مدته 87 دقيقة.
تدور أحداث الفيلم في غزة عام 2007، حيث يصحبنا إلى عالم يحيى، الطالب الذي تنشأ بينه وبين أسامة، تاجر المخدرات الطيب القلب، صداقة غير متوقعة. ينطلق الاثنان معًا في بيع المخدرات من مطعم فلافل، لكنهما يواجهان ضغوطًا متصاعدة بعد مواجهة شرطي فاسد ومتغطرس، لتتشابك الأحداث في سرد يكشف هشاشة العلاقات وقسوة الظروف في مجتمع مثقل بالأزمات.
الفيلم من إخراج الشقيقين طرزان وعرب ناصر، المولودين في غزة عام 1988. وقد اشتهر الثنائي بفيلمهما القصير «كوندوم ليد» الذي شارك في مهرجان كان السينمائي، قبل أن يقدما فيلمهما الروائي الأول «ديجراديه» الذي عُرض ضمن أسبوع النقاد في كان. كما شارك فيلمهما الثاني «غزة مونامور» في قسم «آفاق» بمهرجان البندقية، ومثّل فلسطين في جوائز الأوسكار بدورتها 93ـ
الفيلم الثاني ويتحدث عن غزة فيلم «ضايل عِنا عرض» وأفتتح عروض «الجالا» بالمهرجان
، الفيلم ينتمي للافلام الوثائقية وهو من انتاج (مصروفلسطين) من إخراج مي سعد وأحمد الدنف، وهو العرض السينمائي العالمي الأول تم عرضه على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.
تدور أحداث الفيلم وسط الدمار الناتج عن الإبادة الجماعية في غزة، حيث يرفض مجموعة من فناني السيرك الاستسلام لليأس رغم قسوة الواقع. يتتبع العمل فرقة «سيرك غزة الحر» المكوّنة من يوسف، بطوط، إسماعيل، محمد، وجاست، الذين اضطروا للنزوح من شمال غزة إلى جنوبها، لكنهم حوّلوا فنهم إلى فعل مقاومة وصمود وأمل.
وبينما يخيّم الموت في الخلفية، تواصل الفرقة تقديم عروضها للأطفال في الملاجئ والشوارع، مانحةً إياهم لحظات من الفرح وسط أحلك الأوقات، في رسالة إنسانية مؤثرة عن الإبداع في مواجهة الدمار. ويمثل «ضايل عِنا عرض» التجربة الإخراجية الوثائقية الطويلة الأولى لكل من مي سعد وأحمد الدنف. فسعد هي صانعة أفلام مصرية بدأت مسيرتها كمساعدة مخرج في عدد من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، وتعمل حاليًا على إنتاج فيلم وثائقي جديد وتشغل منصب المنتج الإبداعي في فيلم روائي طويل، فيما يُعد هذا الفيلم أولى تجاربها في الإخراج الوثائقي.
أما أحمد الدنف، فهو مصور سينمائي وصانع أفلام من غزة، نال فيلمه القصير «يوم دراسي» جائزة يوسف شاهين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024، وشارك في عدة مهرجانات دولية