صباح الربيعي الغائب الحاضر

جواد عبد الجبار العلي

من منّا نحن العاملين في دار الاذاعة والتلفزيون العراقية لم يعايش ويعمل مع الراحل العزيز المذيع صباح الربيعي .. الحبيب الغالي علينا كلنا (أبو نور)ابن البصرة والتنّومة وأبو الخصيب، وشارع الجمهورية والعشّار.. الذي كتب وأنشد أجمل الكلام والشعر في البصرة والعراق ..والذي لن ننسى سامره الحنطاوي واخلاقه الطيبة وابتسامته الرقيقة التي لا تفارقه ..

صباح الربيعي النموذج الإعلامي الناجح والصادق الوفي لم يكسبه كرسي المنصب درجة اعلى من زملائه واخوته وانما كان أبــــاً لكل من عمل معه وحريصا على كل من عمل معهم ومعلما لهم واخا للجميع..فهو لم يَمُت لكون إنجازاته ومساهماته الأدبية والادارية، وقصائده باقية في ذاكرتنا ودراساتنا ومتابعاتنا الأدبية لمقالاته في التلفزيون والصحف والمجلات.. العراقية والعربية..

وبالرغم من كوني عايشت الفقيد الراحل وشاركته مسيرته الثقافية والمهنية في اذاعة وتلفزيون العراق ، الا انني اعيش الخسارة الكبيرة لفقدانه أخا وزميلا عزيزا على الجميع.

ومن الاستاذة والزملاء الذين أصابتهم هذه الحالة الأليمة بشديد الحزن والألم هو الاستاذ سعد البزاز رئيس مجموعة الإعلام العراقي المستقل وما يتبعها من مؤسسات ثقافية واعلامية وصحفية.

الذي نعاه  واصفا اياه بــ (بفارس الكلمة الحرة)  مؤكداً دوره المحوري كأحد مؤسسي القناة وأحد أعمدة الإعلام العراقي والعربي المعاصر، مشيراً إلى أن رحيله خسارة كبيرة للوسط الإعلامي لأنه كان موهوباً بالكتابة الأدبية والقصصية وصوتاً بارزاً في تلفزيون العراق خلال فترته الذهبية حيث دامت رحلته الابداعية خمسة عقود من الزمن ..

وأؤكد من جانبي بأن أسمه سيظل خالداً في تاريخ التلفزيون العراقي لأنه كان ضوءً للحق في زمن العتمة وصوتا للحق في زمن الصمت ..

أخيرا أعبر عن وجعي وألمي لهذه الخسارة بفقدان أخي وزميلي وصديقي الراحل صباح الربيعي .. رحمه الله