الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المسؤولية وشيوع ثقافة اللامبالاة

بواسطة azzaman

المسؤولية وشيوع ثقافة اللامبالاة

صبحي الجبوري

 

يقتضي لمن يريد العيش في هذه الحياة ان يتحمل الكثير من المسؤوليات، فأي إنسان مكلف بتأدية واجبات معينه تلقى على عاتقه مع اختلاف  عددها وكبر حجمها من شخص لآخر كل حسب موقعه ومكانته، بحيث يكون كل واحد منا محاسبا عن تأديتها وعن مدي نجاحه أو إخفاقه في إنجازها من قبل أطراف أخرى. والمقصود هنا بالذات المسؤولية ضمن إطارها العام والتي تشمل مختلف المجالات المرتبطه بحياة الإنسان، وهي التي تعطيه القدرة على تحمل نتائج وعواقب كل مايصدر عنه من أفعال وسلوك وتصرفات فهي نابعه من ضمير الإنسان ومرتبطه إرتباطا وثيقا بالسمو الإنساني والرقي الأخلاقي..ويعتبر تحمل المسؤولية والالتزام بهما ركيزتان أساسيتان في رحلة تنمية الذات وتحقيق بناء الشخصيه، وعلى من يتحمل المسؤولية أن يكون على  دراية تامه بعواقب أفعاله وقراراته والنتائج المترتبه عليها لتحقيق مايصبوا إليه من أهداف.

ويمكن أن تظهر أهمية تحمل المسؤوليه في بناء السمعه الشخصيه، تحقيق الأهداف المرسومه، نضج الشخصيه، بناء العلاقات الإحترافيه، تعزيز الثقه بالنفس.

 وعلى من  يتحمل المسؤوليه ان يتبع الخطوات التاليه لتعزيزها :

وضوح الأهداف وتحديدها، وضع خطة عمل محددة للشخصيه والمهنيه، تحديد الواجبات والمسؤوليات الواجب تنفيذها، الإعتراف بالأخطاء، الألتزام بالوعود، تعزيز المهارات الشخصيه وتنظيم الوقت...ومن هنا سيتم تسليط الضوء على أبرز الجوانب المتعلقه بقيمة الحس بالمسؤوليه وجودا وعدما، فاللمسؤولية أهمية كبيره على مستوى الفرد والجماعه لأنها تعد اللبنه الأساسيه لبناء مجتمع متطور وراق فبطبيعة الحال فإن أغلب المسؤوليات تنص عليها  القوانين وتحرص على متابعتها  ومراقبة أدائها، لكن ماجدوي وجود القانون دون تنفيذ وتجاهله من قبل البعض ، فما نراه اليوم في عالمنا العربي والإسلامي ومنها بلادنا شيوع ثقافة اللامبالاة لدى الكثير وإلى درجة كبيره ومثيرة للتقزز لإسباب متعددة منها سوء التصرفات الشخصيه وعدم إعطاء أدنى إعتبار لمشاعر الآخرين واحاسيسهم، وهذه التصرفات هي من أخطر مايمكن أن تقوض بنيان العلاقات الإنسانيه والروابط الإجتماعيه، الاهتزاز القيمي الذي أصاب الإنسان والذي جعله غير قادر على إصدار قرار ولو بسيط يتحمل فيه كامل المسؤوليه بدون تدخل أي جهة أخرى، وهذا مايتطلب القيام بالتوعية الاعلاميه والثقافيه لحث الأفراد على الإرتقاء بسلوكهم تجاه مسؤولياتهم وبيان الضرر الناجم عنها. وأخيرا وليس آخرا نقول إن رقي المجتمعات لاتتم بمنأى عن تشجيع الإنسان على الإلتزام بمسؤولياته دون تهرب وضياع لحقوق الآخرين، وإن عدم تحمل المسؤوليه من قبل أي شخص سيؤدي إلى إنخفاض الطموح ويصبح الأفراد غير قادرين على الإبتكار والتطور مما ينعكس ذلك سلبا على  المجتمع ويؤدي إلى دمار الثروات، فتقدم المجتمع ورقيه مرهونا بتأدية مايلقى علينا من مسؤوليات وواجبات وتأديتها على أتم وجه بما يرضي آلله لبناء مجتمع زاهر ومتقدم.

 

 


مشاهدات 80
الكاتب صبحي الجبوري
أضيف 2025/07/21 - 3:51 PM
آخر تحديث 2025/07/22 - 11:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 433 الشهر 14340 الكلي 11167952
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/7/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير